كشفت سارة بيسي، والدة الطفل برونسون باتربي، الذي أثار تعاطفًا واسعًا حول العالم، بعد قضائه 10 أيام بمفرده مع جثة والده، وتوفي لاحقًا بسبب الجوع والجفاف، أنّ المسافة بين طفلها وثلاجة أبيه المليئة بالطعام والتي كان من الممكن أن تنقذ حياته، لم تتعدَّ بوصتين.
وقالت إن فكرة وفاة طفلها، الذي كان يبلغ عامين، جائعًا وعطشًا ووحيدًا في الظلام، تطاردها.
وفي التاسع من يناير، وبعد محاولتين لإبلاغ الشرطة، استعاد عامل اجتماعي مفتاحًا من المالك في محاولة لمعرفة وضع الطفل برونسون ووالده كيني. وعند دخوله المنزل، اكتشف بشكل صادم أن والد الطفل أصيب بنوبة قلبية، أما الطفل فتوفي إلى جانبه بسبب الجوع والعطش.
وكشفت الأم المنكوبة (43 عامًاً) أن العائلة قامت بنقل الوجبات الخفيفة من خزانة منخفضة إلى أخرى أعلى لمنع الطفل من الوصول إلى الحلويات، وهو ما جعل الأم تلوم نفسها في ظل الأفكار المروعة عن طفلها، وهو يبحث بشكل محموم في الظلام عن الطعام والماء.
الطفل برونسونموقع صحيفة "الديلي ميل"وقالت بيسي لصحيفة "ذا صن": "كان من الممكن أن يكون كل الطعام الذي في الثلاجة متاحًا لبرونسون، لو كان أطول قليلاً، وربما حينها كان سينجو، إنه يطاردني. أفكر كيف كان يتجول بمفرده ويتضور جوعًا. لا بد أنه كان ضعيفًا جدًّا في النهاية لدرجة أنه قرر الاستسلام والتمسك بوالده، معانقًا ساقيه. لن أسامح نفسي أبدًا على عدم وجودي هناك".
وفي التفاصيل، التي نشرها موقع "ميرور" البريطاني، فقد سمع أحد الجيران الطفل الصغير برونسون، وهو ينادي "بابا"، في الساعات الأولى من يوم رأس السنة الجديدة قبل تسعة أيام من العثور عليهما ميتين.
كما أخبرت سيدة، تعيش في المبنى ذاته، الشرطة أنها تعتقد أنها سمعت والد برونسون، كينيث، يصرخ على كلبه ليلة رأس السنة الجديدة.
وأشارت التقارير إلى أن كيني توفي بنوبة قلبية قبل أن يتوفى برونسون البالغ من العمر عامين، بعد أيام من الجوع والجفاف.
الطفل برونسون ووالدته سارة بيسيموقع صحيفة "الديلي ميل"وعاش الأب والابن في شقة بالطابق السفلي بالقرب من الواجهة البحرية في سكيغنيس، لينكولنشاير.
وقالت صاحبة العقار ماريا كليفتون: "أبلغتنا إحدى المستأجرات اللواتي يعشن فوق كيني في عطلة نهاية الأسبوع أنها سمعت برونسون يبكي من أجل والده في وقت مبكر من يوم رأس السنة الجديدة. وقالت إنها سمعت طفلاً صغيرًا يقول مرارًا وتكرارًا، بابا، كما لو كان يحاول إيقاظه. كان ذلك نحو الساعة الرابعة صباحًا".
وأضافت صاحبة العقار "كان هناك أيضًا أصوات لتحطم القدور والصحون في المطبخ في الوقت ذاته تقريبًا. اعتقدنا أنه ربما كان الكلب سكايلر يبحث عن الطعام، وبعدها لم نعد نسمع أي شيء".
وبعد أن تم إبلاغ الشرطة يوم الأحد الماضي سُمِح بدخول الخدمات الاجتماعية إلى العقار في التاسع من يناير عندما تم العثور على كيني وبرونسون ميتين بطريقة مأساوية.