وجد الطالب العراقي أمير خالد نفسه وحيداً في قسم اللغات المسمارية الذي يُدّرس لغات بابل القديمة، الأكدية والسومرية، في كلية الآثار بجامعة الموصل، بعد أن هجره زملاؤه القلائل في بلد يضم حضارات عريقة.

وسلط تقرير إخباري لإحدى وسائل الإعلام المحلية، اليوم الجمعة، الضوء على قسم اللغات العراقية القديمة الذي تأسس عام 1999 ضمن أقسام كلية الآداب تحت مسمى "اللغات المسمارية"، إذ يدرس الشاب العشريني بمفرده في المرحلة الثانية بالقسم.

وأصبحت قصة أمير معروفة منذ العام الماضي، عندما نجح في وضع قسمه تحت الأضواء عبر مقطع فيديو مؤثر ظهر فيه وحده يتنقل في القاعة الدراسية، ليعرف الملايين ممن شاهدوا الفيديو حكاية ذلك القسم وطالبه الوحيد.

يقول أمير، في حديثه لشبكة 964" الإخبارية العراقية، إنه اختار دخول قسم اللغات العراقية القديمة عن رغبة كبيرة، وسعى لتحقيق حلمه في المجال الأكاديمي الذي اختاره.



ولا يشتكي أمير من وجوده بمفرده في القاعة، ويقول إن مدرسيه يتعاملون معه كما لو أن القاعة ممتلئة بالطلاب.

أما خارج القاعة، فقد تدبر الشاب قضية الوحدة، من خلال علاقات صداقة مع زملاء من أقسام أخرى.

ويأمل "أمير" أن تعود إحدى زميلاته في القسم للانتظام في الدراسة بعد أن تقدمت بطلب تأجيل لظروف مادية، ليصبحا طالبين في قسم دراسي كامل.

ويجد أمير دعماً كبيراً في سيل من التعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي، وسط دعوات لوزارة التعليم كي تدعمه وتشجع الطلاب على الالتحاق في القسم.

أما صفحته الشخصية على "فيسبوك" فتعد منصة لنشر صور ومقاطع فيديو من داخل قسم اللغات القديمة الذي يملك خريجوه القدرة على ترجمة النصوص المسمارية التي يتم اكتشافها في العراق.