يروي المسنُّ الفلسطيني من غزة علاء أبو منصور، والمصاب بإعاقات حركية وسمعية، تفاصيل مأساوية عن نزوحه الثالث من خان يونس إلى رفح.
ويقول لـ"إرم نيوز": "جميع عمليات نزوحي كانت مأساوية، ابتداءً من مخيم جباليا شمال غزة تحت القصف إلى مخيم النصيرات وسط القطاع، ومن النصيرات إلى خان يونس تحت تهديد بدء العملية البرية، ومن غرب خان يونس إلى غرب رفح، تحت المجازر الجماعية، ومن بين مدافع الدبابات والحواجز الإلكترونية".
وفي حديث لـ"إرم نيوز"، أضاف أبو منصور: "مررت بكل هذا وأنا أعيل أسرة مكونة من 5 أطفال وزوجتي، في ظل إعاقتي الحركية الشديدة؛ إذ مررت بأيام وليالٍ وما زلت لم أسمع عن قسوتها في حياتي، فمهما تحدثت لن أستطيع وصف جزء يسير من تلك المعاناة".
وبين أن "النزوح الأشد قسوة كان في منطقة الصناعة التابعة للأمم المتحدة (المواصي) غرب محافظة خان يونس، حيث كنّا قرابة 100 ألف نازح في خيام لم تحمِنا من برد الشتاء والأمطار، فضلًا عن الجوع ونقص الغذاء، ومن المؤكد أن حصانة المكان وتبعيته للأمم المتحدة لم تمنع الجيش الإسرائيلي من اقتحامه وارتكاب الفظائع فيه".
وأضاف أبو منصور: "بدأ الجيش الإسرائيلي وبشكلٍ مفاجئ، ورغم تحديده للمنطقة بأنها آمنة، بإطلاق عشرات القذائف المدفعية نحو خيام النازحين والتقدم بالدبابات والآليات العسكرية، مرتكبًا المجازر، حيث تناثرت أشلاء القتلى في كل مكان وامتلأ المكان برائحة البارود والأرض بدماء الجرحى".
وقال: "لم أكن أعرف ماذا أفعل، كانت الفوضى سيدة المشهد، والجميع يصرخ ويركض وكأننا نعيش أهوال يوم القيامة بتفاصيلها دون مبالغة؛ الجثث في كل مكان والقصف يتواصل ويشتد، والجرحى يستغيثون ولا مجيب".
وأكمل النازح أبو منصور: "بدأ الجنود الإسرائيليون بالنداء عبر مكبرات الصوت بالخروج من داخل الصناعة عبر الممر الآمن تمهيدًا للنزوح إلى رفح، استجبنا للنداء وبدأنا بالخروج، حيث كان من المفترض أننا سندخل في ممر آمن، ولكن ما حدث في ذلك اليوم هو أن الجنود الإسرائيليين فتحوا النار تجاه العائلات المتقدمة فقتلوا العشرات دون ذنب، رغم أنهم على مسافة عشرات الأمتار ولا يشكلون خطرا".
وتابع: "استمروا بالنداء، وبدأنا بالخروج من فوق الجثث التي قتلها الجيش بين الخيام وعلى أبواب الصناعة، وفوجئنا بأن هناك حواجز إلكترونية (حلّابات) ويجب على كل شخص أن يعبر من خلالها، ومن هنا بدأت عملية الفرز، حيث اعتقلوا المئات وأعدموا عدداً منهم ونكّلوا بالآخرين".
وبيّن أبو منصور أن "أحداً لم يأخذ أي شيء مما كان يملكه في الخيام، فالنازحون تركوا كل شيء وخرجنا حفاة عراة إلى مصير مجهول آخر مشياً على الأقدام بين الدبابات والآليات العسكرية، وفوقنا الطائرات الحربية".
وأوضح: "وصلنا إلى غرب مدينة رفح بعد أكثر من 5 ساعات من المشي على الأقدام، دون أن نعرف إلى أين نتجه وماذا ينتظرنا هناك، وصلت إلى منطقة تل السلطان أنا وعائلتي وآلاف النازحين ولا أملك دولاراً واحدًا ولا أي مواد غذائية، نمت وعائلتي في العراء أكثر من 8 ليالٍ دون فراش أو غطاء، وكنّا نتحصل على بعض الطعام من تكية مجاورة للمكان".
ولفت إلى أن "كل هذا عانيته وأنا في حال صحية يرثى لها، حيث استطعت بشق الأنفس الحصول على خيمة تأوينا، حيث بتنا في وضع معيشي مأساوي وكأنها معاناة لا تنتهي من البؤس والشقاء وانعدام الأمان".
وختم أبو منصور حديثه بأسى: "أستمع يومياً إلى الأخبار وألاحظ أن هناك حديثاً عن بدء عملية برية على مدينة رفح.. بالنسبة لي سأفضّل أن أموت أنا وعائلتي وأن تدهسنا الجرافات الإسرائيلية داخل هذه الخيمة على أن أكرر النزوح مرة أخرى.. لقد اكتفيت ولم يعد بمقدوري التحمل، ولكن لم أعد خائفاً من الموت، فالموت أرحم لي ولأطفالي من هذه المعاناة وهذا الجنون".
ويقول لـ"إرم نيوز": "جميع عمليات نزوحي كانت مأساوية، ابتداءً من مخيم جباليا شمال غزة تحت القصف إلى مخيم النصيرات وسط القطاع، ومن النصيرات إلى خان يونس تحت تهديد بدء العملية البرية، ومن غرب خان يونس إلى غرب رفح، تحت المجازر الجماعية، ومن بين مدافع الدبابات والحواجز الإلكترونية".
وفي حديث لـ"إرم نيوز"، أضاف أبو منصور: "مررت بكل هذا وأنا أعيل أسرة مكونة من 5 أطفال وزوجتي، في ظل إعاقتي الحركية الشديدة؛ إذ مررت بأيام وليالٍ وما زلت لم أسمع عن قسوتها في حياتي، فمهما تحدثت لن أستطيع وصف جزء يسير من تلك المعاناة".
وبين أن "النزوح الأشد قسوة كان في منطقة الصناعة التابعة للأمم المتحدة (المواصي) غرب محافظة خان يونس، حيث كنّا قرابة 100 ألف نازح في خيام لم تحمِنا من برد الشتاء والأمطار، فضلًا عن الجوع ونقص الغذاء، ومن المؤكد أن حصانة المكان وتبعيته للأمم المتحدة لم تمنع الجيش الإسرائيلي من اقتحامه وارتكاب الفظائع فيه".
وأضاف أبو منصور: "بدأ الجيش الإسرائيلي وبشكلٍ مفاجئ، ورغم تحديده للمنطقة بأنها آمنة، بإطلاق عشرات القذائف المدفعية نحو خيام النازحين والتقدم بالدبابات والآليات العسكرية، مرتكبًا المجازر، حيث تناثرت أشلاء القتلى في كل مكان وامتلأ المكان برائحة البارود والأرض بدماء الجرحى".
وقال: "لم أكن أعرف ماذا أفعل، كانت الفوضى سيدة المشهد، والجميع يصرخ ويركض وكأننا نعيش أهوال يوم القيامة بتفاصيلها دون مبالغة؛ الجثث في كل مكان والقصف يتواصل ويشتد، والجرحى يستغيثون ولا مجيب".
وأكمل النازح أبو منصور: "بدأ الجنود الإسرائيليون بالنداء عبر مكبرات الصوت بالخروج من داخل الصناعة عبر الممر الآمن تمهيدًا للنزوح إلى رفح، استجبنا للنداء وبدأنا بالخروج، حيث كان من المفترض أننا سندخل في ممر آمن، ولكن ما حدث في ذلك اليوم هو أن الجنود الإسرائيليين فتحوا النار تجاه العائلات المتقدمة فقتلوا العشرات دون ذنب، رغم أنهم على مسافة عشرات الأمتار ولا يشكلون خطرا".
وتابع: "استمروا بالنداء، وبدأنا بالخروج من فوق الجثث التي قتلها الجيش بين الخيام وعلى أبواب الصناعة، وفوجئنا بأن هناك حواجز إلكترونية (حلّابات) ويجب على كل شخص أن يعبر من خلالها، ومن هنا بدأت عملية الفرز، حيث اعتقلوا المئات وأعدموا عدداً منهم ونكّلوا بالآخرين".
وبيّن أبو منصور أن "أحداً لم يأخذ أي شيء مما كان يملكه في الخيام، فالنازحون تركوا كل شيء وخرجنا حفاة عراة إلى مصير مجهول آخر مشياً على الأقدام بين الدبابات والآليات العسكرية، وفوقنا الطائرات الحربية".
وأوضح: "وصلنا إلى غرب مدينة رفح بعد أكثر من 5 ساعات من المشي على الأقدام، دون أن نعرف إلى أين نتجه وماذا ينتظرنا هناك، وصلت إلى منطقة تل السلطان أنا وعائلتي وآلاف النازحين ولا أملك دولاراً واحدًا ولا أي مواد غذائية، نمت وعائلتي في العراء أكثر من 8 ليالٍ دون فراش أو غطاء، وكنّا نتحصل على بعض الطعام من تكية مجاورة للمكان".
ولفت إلى أن "كل هذا عانيته وأنا في حال صحية يرثى لها، حيث استطعت بشق الأنفس الحصول على خيمة تأوينا، حيث بتنا في وضع معيشي مأساوي وكأنها معاناة لا تنتهي من البؤس والشقاء وانعدام الأمان".
وختم أبو منصور حديثه بأسى: "أستمع يومياً إلى الأخبار وألاحظ أن هناك حديثاً عن بدء عملية برية على مدينة رفح.. بالنسبة لي سأفضّل أن أموت أنا وعائلتي وأن تدهسنا الجرافات الإسرائيلية داخل هذه الخيمة على أن أكرر النزوح مرة أخرى.. لقد اكتفيت ولم يعد بمقدوري التحمل، ولكن لم أعد خائفاً من الموت، فالموت أرحم لي ولأطفالي من هذه المعاناة وهذا الجنون".