في سابقة تاريخية، جابت جنازة العالم وأستاذ الكيمياء العضوية في كلية العلوم الدكتور مصطفى العبادلة طرقات الجامعة الأردنية، متّخذة قسم الكيمياء منطلقاً وشوارع الجامعة طريقاً لتشييع الراحل إلى مثواه الأخير، في مشهدٍ غير معتاد بالجامعات.فقد أوصى العالم الأردني العبادلة قبل وفاته أن يمر جثمانه بالجامعة الأردنية، في رسالة منه لتعلقه بالمكان واحترام العشرة والعلم، وما كان من الجامعة الأردنية إلا أن تنصاع للوصية في قرار من رئاسة الجامعة لرد المعروف له.من هو العالم الراحل؟وكان الراحل العبادلة عالماً عربياً بارزاً في مجال الكيمياء العضوية ولد في عام 1934، ويبلغ من العمر 90 عاماً، بدأ مسيرته الأكاديمية في الجامعة الأردنية عام 1968.وتخصص في مجال الكيمياء العضوية، حيث كان له مساهمات علمية بارزة في هذا المجال، حصل على درجة الدكتوراه من جامعة مانشستر في المملكة المتحدة عام 1967.فيما امتدت مسيرته لأكثر من خمسة عقود، نشر خلالها أكثر من 100 بحث علمي في دوريات علمية مرموقة، ركزت أبحاثه بشكل أساسي على تفاعلات الحلقات غير المتجانسة والكيمياء الحيوية للإنزيمات والكيمياء العضوية المعدنية.ومن أبرز إنجازاته تطوير طرق جديدة لتخليق المركبات العضوية الحلقية، واكتشاف إنزيمات جديدة لها دور في عمليات التمثيل الغذائي، ودراسة تفاعلات المعادن الانتقالية مع المركبات العضوية.نعي من رئيس الجامعةمن جانبه نعى رئيس الجامعة الأردنية الدكتور نذير عبيدات قائلاً "إن الفقيد الكبير ترك سيرة علمية طيبة، وأثراً في مسيرة الجامعة الأردنية، حيث كان نموذجا في العطاء الأكاديمي بشقيه التدريسي والبحثي على مدار 56 عاماً، قضاها بين زملائه وطلبته، والجامعة برحيله تفتقد مؤسسًا من مؤسسيها، وبانيًا من بناتها، ممن أسهموا في رسم منهجيتها العلمية العالية".واستذكر عبيدات حضور الفقيد العبادلة على الصعيدين الوطني والأكاديمي، ودوره في دفع مسيرة كلية العلوم، تلك التي التحق إليها عام 1968م، معتبره أحد أبرز الدارسين العرب المحدثين لعلوم الكيمياء العضوية الذي أخذ على نفسه عهداً بالالتزام والرصانة العلمية المشهود له بها.وكتبت إحدى زميلاته وتلاميذه تصف المشهد "اقتربت حافلة نقل الموتى من كلية العلوم، وربضت أمام قسم الكيمياء حيث يعمل العبادلة لتحمل جسده الطاهر المسجى، كانت قطرات المطر تنهمر من السماء بخفة وحزن، وبلا صوت".