استخدام "إيموجي" يمكن أن يختلف بشكل كبير من بلد إلى آخر، فالوجه المبتسم في الصين لا يعبر عن السعادة
توصلت دراسة جديدة إلى أن كبار السن هم أكثر عرضة لاستخدام الرموز التعبيرية بشكل غير صحيح، ويمكن أن تختلف معانيها بشكل كبير من بلد إلى آخر، وفقًا لما نشرته "ديلي ميل" البريطانية.

فقد اكتشف العلماء في جامعة نوتنغهام أن مستخدمي الرسائل النصية الأكبر سنًا كانوا أقل نجاحا من الأشخاص الأصغر سنا عند محاولتهم مطابقة الرموز التعبيرية مع المشاعر التي من المفترض أن يمثلوها، مما يعني أن كبار السن هم أكثر عرضة لإرسال رموز تعبيرية غير مناسبة، مثل الوجه المبتسم أو الوجه الغاضب، في الوقت الخطأ.

الغضب والطقس الحار

ويوضح الباحثون أنه إذا تلقى أحد الشباب، على سبيل المثال، رمزا تعبيريًا ذا وجه أحمر يتصبب عرقا ولسانه بارز، من أحد أقاربه أو معارفه من كبار السن فربما هو يعني فقط أن هناك حاجة إلى تشغيل مكيف الهواء.

وطلب الباحثون من 500 رجل وامرأة من المملكة المتحدة والصين تحديد المشاعر التي يتم تصويرها في سلسلة من الإيموجي، أي الرموز الصفراء الصغيرة الشائعة في الرسائل النصية ومنشورات وسائل التواصل الاجتماعي.

الوجه المبتسم في الصين

كما نظر المشاركون في الدراسة إلى الرموز التعبيرية التي تمثل السعادة والاشمئزاز والخوف والحزن والمفاجأة والغضب. وبشكل عام، كان أداء الغربيين أفضل من الصينيين في التعرف على المشاعر التعبيرية، لكنهم واجهوا صعوبة في التعرف على الوجه "المشمئز"، الذي يتميز بملامح مقلوبة وفم متذبذب، وحاجب مجعد وعينين مضمومتين. وقال الباحثون إن هذا قد يكون بسبب "تجارب عاطفية محددة في ثقافات مختلفة".

وأشار الباحثون أيضا إلى أنه في الصين، غالبا ما يستخدم الوجه "المبتسم" لتمثيل مشاعر أخرى غير السعادة.

من جانبها، قالت دكتورة هانا هومان، الباحثة الرئيسية للدراسة: "النتائج التي توصلنا إليها فيما يتعلق بالعمر والثقافة تسلط الضوء على أهمية السياق في استخدام الرموز التعبيرية، على سبيل المثال، احتمال أن يستخدم المشاركون في الصين الرموز التعبيرية "الابتسامة" لأغراض مختلفة". بدلاً من الإشارة إلى السعادة، مما يعني أن بعض مشاعر الوجه "العالمية" قد لا تكون "عالمية" عندما تنتقل إلى الرموز التعبيرية.

وأضافت دكتورة هومان أن "النتائج الحالية لها آثار مهمة عند النظر في استخدام الرموز التعبيرية في التواصل عبر الإنترنت، على سبيل المثال، مع شركاء محادثة من ثقافات مختلفة أو من مختلف الأعمار".

شعبية الإيموجي

تعد بريطانيا واحدة من أكثر الدول استخداماً للرموز التعبيرية على وجه الأرض، حيث يرسل 50% من المستخدمين تعبيرا واحدا على الأقل يوميًا.

كما أنها تحظى بشعبية كبيرة عبر الفئات العمرية، مع اختلاف بسيط بين الأجيال.

الرجال أقل حساسية

ووجد الباحثون أن المنشورات باللغة الإنجليزية على موقع X، تويتر سابقًا، كانت مليئة أيضًا بالرموز التعبيرية - أكثر من منصة التواصل الاجتماعي الصينية Weibo.

كما أفادت نتائج الدراسة أن الرجال يجدون صعوبة في فهم معنى الوجوه التعبيرية لأنهم أقل حساسية من النساء، اللواتي كان أداؤهن أفضل في جميع المجالات.

وقال ييهوا تشين، من جامعة نوتنغهام: "تظهر النساء دقة أعلى في التعرف على المشاعر مقارنة بالرجال.

وأحد التفسيرات المحتملة هو "فرضية القائم بالرعاية الأولية"، شارحا أن "التحديد الدقيق والسريع لمشاعر الأطفال، وخاصة تعبيرات الوجه، يعد جزءًا مهمًا جدًا من رعاية الأطفال".