حلّ نبأ العثور على طالب المرحلة الثانوية قيس الزرزور متوفيا داخل مغارة عين الدلبة كالصاعقة على السوريين، الذين ينتظرون منذ أيام أي معلومة تفيد بالوصول إلى الشاب.
منذ عشرة أيام، وتحديدا مع انتشار خبر اختفاء الزرزور بعد خروج أصدقائه الثمانية من المغارة من دونه، ترقب مئات السوريين على مواقع التواصل الاجتماعي، وكما لم يفعلوا منذ سنوات، أي أخبار قد تبشر بعودته أو الوصول إليه.
وتعاطف الآلاف مع عائلة قيس البسيطة والفقيرة، ومع الوالدين المكلومين، اللذين قضيا نحو عشرة أيام في حيرة وألم وانكسار يتساءلون عن سر اختفاء ابنهما، الذي تحولت قصته إلى لغز، قبل أن تتكشف تفاصيلها.
ومنذ ذلك الحين، تأهبت فرق الدفاع المدني في طرطوس، حيث قادت عملية واسعة للبحث عن الشاب المفقود، واحتشد عشرات الأهالي من المنطقة أمام المغارة، وانتظروا في كل يوم عند مخرجها، وأعينهم معلقة على أي شخص يخرج بنبأ عن قيس، أو حتى يخرج قيس بنفسه من المغارة.
ولفتت القصة أنظار الإعلام السوري، الذي وحّد جهوده لنشر أي معلومات عن قيس، قبل أن تصبح حادثة اختفاء طالب الثانوية، قضية مجتمع بأكمله، مزقته وفرقته عشر سنوات على الأقل من الحرب المريرة، ليوحّد قلوبهم مصير الشاب، الذي انتظروه كما انتظرته عائلته الصغيرة.
وما لبثت أن تأهبت فرق أخرى محترفة من الغواصين و"الضفادع البشرية" بعد توجيهات رئاسية بالعثور على الطالب مهما كان الجهد.
لم يوفر السوريون فرصة طوال الأيام العشرة في محاولة للوصول إلى قيس، إذ مشطوا المغارة عدة مرات، وقاموا بعملية مسح شاملة في البحيرة المجاورة والنهر رغم صعوبة التضاريس، بحثا عن بارقة أمل.
وأعلن متطوعون من الأهالي عن رغبتهم في المساعدة، لافتين في بيان، أنه رغم صعوبة الظروف التي تمر بها البلاد، وجميع المصاعب اليومية، فقد قرروا التطوع والمخاطرة بحياتهم للمشاركة في عملية البحث عن الزرزور.
وباستخدام أدوات بسيطة، لم يوفر هؤلاء جهدا لاقتحام المغارة، رغم خطورتها ووعورة تضاريسها، راغبين في إيصال أي نبأ سار لعائلته المكلومة.
السوريون، الذين اختلفوا في كل شيء منذ عقد من الزمن على الأقل بعد حرب ضروس دمرت البلاد وشتتت العباد، توحّدوا طوال الأيام الماضية بقلوبهم وهم يترقبون أي نبأ عن الطالب المفقود، وقد رموا خلف ظهورهم كل خلافاتهم ومرارة ذكرياتهم ومآسيهم الخاصة، متعلقين بقيس الزرزور، الذي وجهوا قبلتهم نحوه.. ليخرج مفقود المغارة ميتا، ويخرجون هم مجددا بقلوب وحّدها الحزن أحياء.
{{ article.visit_count }}
منذ عشرة أيام، وتحديدا مع انتشار خبر اختفاء الزرزور بعد خروج أصدقائه الثمانية من المغارة من دونه، ترقب مئات السوريين على مواقع التواصل الاجتماعي، وكما لم يفعلوا منذ سنوات، أي أخبار قد تبشر بعودته أو الوصول إليه.
وتعاطف الآلاف مع عائلة قيس البسيطة والفقيرة، ومع الوالدين المكلومين، اللذين قضيا نحو عشرة أيام في حيرة وألم وانكسار يتساءلون عن سر اختفاء ابنهما، الذي تحولت قصته إلى لغز، قبل أن تتكشف تفاصيلها.
ومنذ ذلك الحين، تأهبت فرق الدفاع المدني في طرطوس، حيث قادت عملية واسعة للبحث عن الشاب المفقود، واحتشد عشرات الأهالي من المنطقة أمام المغارة، وانتظروا في كل يوم عند مخرجها، وأعينهم معلقة على أي شخص يخرج بنبأ عن قيس، أو حتى يخرج قيس بنفسه من المغارة.
ولفتت القصة أنظار الإعلام السوري، الذي وحّد جهوده لنشر أي معلومات عن قيس، قبل أن تصبح حادثة اختفاء طالب الثانوية، قضية مجتمع بأكمله، مزقته وفرقته عشر سنوات على الأقل من الحرب المريرة، ليوحّد قلوبهم مصير الشاب، الذي انتظروه كما انتظرته عائلته الصغيرة.
وما لبثت أن تأهبت فرق أخرى محترفة من الغواصين و"الضفادع البشرية" بعد توجيهات رئاسية بالعثور على الطالب مهما كان الجهد.
لم يوفر السوريون فرصة طوال الأيام العشرة في محاولة للوصول إلى قيس، إذ مشطوا المغارة عدة مرات، وقاموا بعملية مسح شاملة في البحيرة المجاورة والنهر رغم صعوبة التضاريس، بحثا عن بارقة أمل.
وأعلن متطوعون من الأهالي عن رغبتهم في المساعدة، لافتين في بيان، أنه رغم صعوبة الظروف التي تمر بها البلاد، وجميع المصاعب اليومية، فقد قرروا التطوع والمخاطرة بحياتهم للمشاركة في عملية البحث عن الزرزور.
وباستخدام أدوات بسيطة، لم يوفر هؤلاء جهدا لاقتحام المغارة، رغم خطورتها ووعورة تضاريسها، راغبين في إيصال أي نبأ سار لعائلته المكلومة.
السوريون، الذين اختلفوا في كل شيء منذ عقد من الزمن على الأقل بعد حرب ضروس دمرت البلاد وشتتت العباد، توحّدوا طوال الأيام الماضية بقلوبهم وهم يترقبون أي نبأ عن الطالب المفقود، وقد رموا خلف ظهورهم كل خلافاتهم ومرارة ذكرياتهم ومآسيهم الخاصة، متعلقين بقيس الزرزور، الذي وجهوا قبلتهم نحوه.. ليخرج مفقود المغارة ميتا، ويخرجون هم مجددا بقلوب وحّدها الحزن أحياء.