يحل شهر رمضان على الغزّيين هذا العام في ظل استمرار الحرب وحالات النزوح التي يعيشها نحو 1.9 مليون، إلى جانب الارتفاع الفاحش لأسعار المواد الغذائية الأساسية.

وقال محمود أبو عمرو وهو نازح من مدينة غزة إلى رفح، "نزحت من مدينة غزة قبل نحو 3 أشهر إلى حي الشجاعية ومن ثم توجهنا إلى مدينة رفح".

وأضاف لـ"إرم نيوز"، نعيش ظروفًا معيشية قاسية لا نملك أدنى مقومات الحياة الآدمية فيها، لذلك قررت أن أقوم بفتح بسطة لبيع الفلافل لرخص ثمنه وقدرته على الإشباع".

وأضاف: "قررت أن أضع البسطة بالقرب من دوار النجمة، كونه أصبح يمثل سوقًا شعبيًا، وبدأت بتجهيز الخلطة اللازمة لصناعة الفلافل وبعته للنازحين الذين افتتحوا موائدهم بالفلافل، بعدما كانوا يفتتحونها بأنواع الطعام المختلفة من اللحوم والدواجن".

أما يوسف بعلوشة وهو نازح من شمال غزة، فقال "لا أملك في جيبي سوى بضعة شواكل ولدي عائلة تريد أن تفطر ولم أجد سوى الفلافل لأشتريه، فليس لدي القدرة لشراء طعام آخر في ظل ارتفاع الأسعار".

وأضاف بعلوشة لـ"إرم نيوز"، "نعيش ظروفًا معيشية مأساوية، لم أتخيل في أسوأ كوابيسي أن أعيش هذه الظروف بعيدًا عن منزلي، مشردًا في خيمة أقصى مدينة رفح لا تحمينا من البرد والأمطار ولا حتى من شظايا القذائف المتطايرة"، مشيرا إلى أن "أولادي تصفحوا هواتفهم وشاهدوا صور موائد رمضان العام الماضي وعليها أصناف الطعام المختلفة بأجواء غاية في السعادة والسرور، فذرفوا دموعهم حزنًا على تلك الأيام".

وأوضح بعلوشة، "كنّا نستقبل شهر رمضان بأجواء من الفرح، ونتبادل العزائم مع الأقارب والأحباب في أجواء عائلية غاية في السعادة، ونقضي سهراتنا في الأسواق الشعبية والكافيهات، لكن كل ذلك لم يعد له وجود الآن كأننا لم نعشه من قبل أو كان حلمًا ورديًا وانتهى".

أما في شمال غزة، فقد استقبل الغزّيون شهر رمضان بموائد خالية من الطعام إلا ما ندر، لا سيما في ظل استمرار الحصار الإسرائيلي المطبق على مناطق الشمال.

وقال جميل البلعاوي من مدينة غزة "نقوم بالصيام منذ عدة أشهر، ولن يختلف علينا الأمر مع دخول شهر رمضان، حيث عانينا وما زلنا نعاني من المجاعة التي يفرضها الجيش الإسرائيلي علينا".

وأضاف البلعاوي لـ"إرم نيوز"، "مع قدوم شهر رمضان تذكرت رمضان العام الماضي عندما كنّا في غاية السعادة والأجواء الدافئة التي كنّا نعيشها، وقارنتها مع هذه الأيام، فكان الأمر على العكس تمامًا، حيث الجوع والخوف والحزن سيد المشهد".

وتابع "نزلت للسوق وكان خاليا من اللحوم والدواجن والمعلبات والخضراوات والأرز والبقوليات، كان يحتوي فقط على المخلل وضمة جرجير بعشرة أضعاف ثمنها الحقيقي، فاشتريت المخلل والجرجير، وكان عندي خبز يابس مصنوع من أعلاف الحيوانات، فكان هذا إفطاري مع عائلتي في اليوم الأول من رمضان".

من جهته، قال الدكتور عبد الفتاح عبد ربه وهو محاضر جامعي، "عشت حقبًا مختلفة خلال صراعنا مع الاحتلال الإسرائيلي لكنّي لم أعش مثل هذه الفترة في حياتي، ولا أعتقد أن هناك أبشع مما نتعرض له في شمال غزة من عمليات إبادة جماعية وتجويع ممنهج وصل إلى حد موت الأطفال وكبار السن".

وأضاف لـ"إرم نيوز"، "نعيش ظروفًا معيشية قاسية في ظل انعدام الغذاء، الذي بات ثمن الحصول عليه هو الموت أو الإصابة في أفضل الأحوال، نستقبل شهر رمضان ببطون فارغة، ويبدو أنها ستبقى فارغة خلال الشهر، فقد نفدت المواد الغذائية من الأسواق تمامًا، حتى أنها لم تعد متوفرة في السوق السوداء، وبات الحصول على الطعام حصرًا من مساعدات الإنزال الجوي".

وأوضح "اليوم كانت هي المرة الأولى التي أسمح فيها لأولادي باللحاق بمظلات الإنزال الجوي غرب شمال غزة، لإحضار ما يمكن إحضاره لوضعه على مائدة الطعام في اليوم الأول لرمضان، عاد أولادي بعد ثلاث ساعات وفي يدهم علبة تزن تقريبًا مئتي غرام مكتوب عليها مقلوبة بالدجاج، حيث كانت عبارة عن بعض الأرز وقطع الدجاج صغيرة الحجم وهذا كل ما استطاعوا الحصول عليه".

وأفاد عبد ربه "لم أتخيل أن أجلس أنا وأولادي على مائدة تحوي طبقا صغيرا من الأرز عليه قطع دجاج وطبق فلفل أحمر وقارورة ماء، وبعض الخبز المتبقي منذ أيام، كان نصيب كل فرد لقمتين من أرز المساعدات وبعض الخبز اليابس المغمس بالفلفل الأحمر، هناك من لم يستطع حتى الحصول على هذا الطعام البسيط جدًا هو وعائلته ولم يتناولوا طعام الإفطار، ونحن سنلاقي المصير نفسه في الأيام المقبلة إذا لم يتم إدخال المساعدات إلى شمال غزة".

غزة.. «الفلافل» الحاضر الأبرز على موائد رمضان والشمال بلا إفطار
play icon
غزة.. «الفلافل» الحاضر الأبرز على موائد رمضان والشمال بلا إفطار
play icon
غزة.. «الفلافل» الحاضر الأبرز على موائد رمضان والشمال بلا إفطار
play icon