تكثر المبادرات والأعمال الخيرية في الأردن مع حلول شهر رمضان، وتتنوع العطايا والهبات والمساعدات لمضاعفة الأجر والثواب بالمقام الأول، ولتعزيز التكاتف والتلاحم الاجتماعي بين أفراد المجتمع."سبيل صويلح" من المبادرات الخيرية التي نشأت في المجتمع الأردني، وتحديدا في أقدم مناطق العاصمة عمان في مدينة صويلح، فمع أول صلاة تراويح تبدأ التجهيزات والترتيبات للسبيل من قبل متطوعين من أهالي المنطقة، يعملون طيلة شهر رمضان بإعداد وتجهيز وإيصال وجبات الفطور لأكثر من 1300 عائلة محتاجة.ولادة "سبيل صويلح"وقال أحد مؤسسي سبيل صويلح عمر الحياري، إن "فكرة سبيل صويلح بدأت في عام 2017، واقتصرت في ذلك الوقت على توزيع بعض الخضراوات والمستلزمات الأساسية لعائلات ميسورة الحال، أو من تقطع بها سبل العيش الكريم".وأضاف الحياري في حديثه لـ "إرم نيوز"، "تطورت الفكرة خلال جائحة كورونا في عام 2020، والتي دفعت العديد من الأسر الأردنية وتحديدا أسر عمال المياومة لمستويات مادية صعبة، وارتفع بذلك حاجات الأسر لتصل إلى الطعام والشراب في بعض الأحيان، بحيث قرر المشرفون على السبيل البدء بتوصيل الطعام المعد مسبقا للأسر المحتاجة، لكن في تلك المرحلة كان يتم تجهيزه في المطاعم ويتم توزيعه على الأسر".وتابع الحياري "توسعت فكرة سبيل صويلح بعد أن لاقت استحسانا من قبل المتبرعين والمتلقين كل على سواء، فأصبح إعداد الطعام ومركز التوزيع من مناطق مختارة قبل حلول شهر رمضان الفضيل، وبناء على مقدمي المساعدات وذلك لتغطية أحياء منطقة صويلح كافة".الأسر الأكثر حاجةوكشف الحياري في حديثه أن الأسر المستفيدة من سبيل صويلح والتي وصل عددها في كشوفات العام الحالي إلى نحو 1300 أسرة، تتوزع بين 3 أفراد و13 فردا للأسرة الواحدة، تكاد أن تكون حالتهم الاجتماعية والمادية معدومة، وتحت خط الفقر، ويتم تحديث هذه القوائم سنويا، وتخضع للكشف الحسي والمكاني من قبل لجان مشكلة من المشرفين المتطوعين في السبيل.إعداد الطعام والتوزيعوحول كميات الطعام التي يتم إعدادها وتوزيعها على الأسر المحتاجة، أشار الحياري، إلى أن عدد الوجبات التي يتم إعدادها وتوزيعها طيلة شهر رمضان الفضيل، تصل إلى 4 آلاف وجبة بحيث تكفي الوجبة الواحدة لقرابة 4 أفراد، وتختلف حصص الأسر باختلاف عدد أفرادها، من ناحية الكمية، مبينا أن عدد الوجبات اليومية التي تصدر على مدار الشهر الفضيل، تصل إلى 130 وجبة يوميا.وقال الحياري لـ "إرم نيوز" " عملية الإعداد والتجهيز والتغليف والتوزيع تتم من خلال المتطوعين من مختلف أحياء منطقة صويلح، ومن مختلف الأعمار، وتتم بطريقة تراعي شروط الصحة والسلامة العامة، والمتبعة في عمليات إعداد الطعام ومستلزماتها بحيث يتم عقد عدة لقاءات مع المتطوعين لرسم وتحديد آلية العمل طيلة الشهر الفضيل والتنسيق واستقبال الاقتراحات لتطوير سبيل صويلح".المتطوعون والدعمووصف الحياري شعور المتطوعين بالعمل بالأكثر من رائع، والذين وصلوا في بعض الأحيان إلى قرابة 100 متطوع وهم لا يتقاضون أي مبالغ من السبيل.وأضاف " تسود أجواء سبيل صويلح البركة والفرحة والرضا عن النفس، فالعديد من المتطوعين يبنون علاقات طيبة فيما بينهم بالمرتبة الأولى، ويتم تعزيز فكرة المشاركة المجتمعية لدى الشباب واستغلال الأوقات بالعمل الخير والمبادرات الطيبة".وعن مصادر التمويل والدعم، أشار الحياري إلى أن كل ما يقدم من طعام خلال الشهر الفضيل، هو مقدم من متبرعين من أهالي صويلح وما حولها، باختلاف إمكانياتهم المادية، فلا مساعدة تُردّ مهما كانت قيمتها المادية أو المعنوية.النصيب الأكبر لغزة هذا العاموقال "المساعدات والهبات تختلف مع مرور الأعوام، ووفقا للأوضاع الاقتصادية التي تمر بها البلاد، إلا أن هذا العام ومع الأحداث التي تسود غزة، جزء كبير من المساعدات توجه لقطاع غزة، وجزء يسير بقي للمبادرات المحلية منها سبيل صويلح".وأكد الحياري أن "السبيل يعمل طيلة أيام السنة، وفقا للدعم المقدم من المتبرعين وماهيته، ويتم توزيع الملابس وبعض الأثاث والكهربائيات المستعملة والوقود المستخدم للتدفأة وغيرهها من التبرعات، وحتى الماء المعلب ووصلنا أيضا ألعاب للأطفال ويتم توزيعها على الأسر المحتاجة من أهالي صويلح".