محرر الشؤون المحليةمن العادات والأعراف الجميلة في شهر رمضان الكريم احتفالات القرقاعون في النصف من الشهر من كل عام، وخروج الأطفال من منازلهم وهو يرتدون الملابس الشعبية؛ الثوب للصبية، وثوب النشل للفتيات، ويحملون الأكياس المزينة لهذه المناسبة، لبدء جولتهم في الفريج، وطرق أبواب الجيران وهم يرددون أهازيج من الموروث الشعبي إلى حين فتح الباب ليقوم أهل المنزل بتوزيع الحلويات والمكسرات والمبالغ النقدية على الأطفال.ويحرص البحرينيون على الاحتفال بالقرقاعون كلما انتصف شهر رمضان المبارك، وتوارثت هذه العادة عبر الأجيال حفاظاً على الموروث الشعبي، مع إدخال بعض اللمسات الحديثة.وتقول فاطمة أحمد إن هذه المناسبة لها طابع خاص لدى البحرينيين وخاصة والخليجيين عامة، وهي تحرص على الاستعداد مبكراً لهذه المناسبة، من تجهيز الحلويات والمكسرات وتوزيعات على الأطفال، وكذلك الألعاب التعليمية لزملاء أبنائها في المدرسة ولأطفال الفريج، فهذه من العادات الجميلة والسعيدة التي تتوارثها الأجيال.وتشاطرها ميعاد إلياس، التي تؤكد أهمية الاحتفال بهذا اليوم للكبار والصغار، وتقول: "أحرص دائما على إعداد العدة لهذا اليوم، من شراء وتجهيز ما لذ وطاب من الحلويات للأطفال، وأستمتع بقيام أطفالي بتوزيعها على أبناء الجيران، حتى ترسخ هذه العادات في أذهانهم، وحفاظاً عليها من الاندثار في خضم متغيرات الحياة".وللأطفال وجهة نظر، إذ يؤكد الطفل حسين علي أنه يطلق على هذا اليوم "يوم الحلويات" عندما يرجع إلى المنزل محملاً بأطيب الحلويات والهدايا والبعض من النقود.ويطرق الطفل عبدالله محمد برفقة أطفال الجيران باب جارهم وهم يرددون: "قرقاعون عادت عليكم ويا الصيام..."، ليقوم الجار بفتح الباب ووضع الحلويات في أكياس يحملونها على كتوفهم، ويقول عبدالله "أشعر بأنه من أسعد الأيام، بالحصول على كميات كبيرة من الحلويات والعملات النقدية بعد مرورنا على الجيران ليلة القرقاعون"، مؤكداً أنه ينتظره كل عام.فيما ترتدي الطفلة روان محمد ثوب النشل التراثي وهي تردد مع أقربائها "قرقاعون عادت عليكم"، وعند سؤالها عن شعورها في هذا اليوم تقول سعيدة جداً "مستانسة"، في هذا اليوم أجتمع مع أطفال الجيران وأبناء الخالة والعمات، ونخرج سوياً لجمع الحلويات والنقود وفي النهاية ننظر من كان أكثر حظاً في جمع أكبر قدر من الحلويات والنقود، وتؤكد والضحكة على محياها "سأكون الفائزة كما المرات السابقة".