ضربت موجة ثانية من وباء الكوليرا مختلف مناطق اليمن، في ظل حاجة أكثر من 17 مليون مواطن إلى مساعدات صحية ماسّة، وسط استمرار انهيار القطاع الصحي، جراء الأزمة اليمنية التي تدخل عامها العاشر.وحصل موقع "إرم نيوز" على إحصائيات من الجهات الصحية الحكومية، تشير إلى 2633 حالة اشتباه بالكوليرا مبلغ عنها في مناطق سيطرة الحكومة المعترف بها دوليًا، بينها 222 حالة مؤكدة، منذ منتصف أكتوبر/ تشرين الأول الماضي وحتى أمس الأربعاء، منها 5 حالات وفاة تم تسجيل 3 منها في العاصمة المؤقتة عدن، وحالتين في تعز وحضرموت.وسجلت مناطق سيطرة الحكومة، الأربعاء، 64 حالة اشتباه تم الإبلاغ عنها، بواقع 23 حالة في محافظة تعز، 19 حالة في عدن، 13 حالة في لحج، 7 حالات في أبين، حالة واحدة في المناطق الجنوبية من محافظة الحديدة، وحالة في مأرب، تأكدت إصابة 24 حالة منها بالكوليرا بعد خضوعها للفحص الزراعي.تزايد متوقعوتسربت إلى مواقع التواصل الاجتماعي، مذكرة صادرة قبل أيام عن مكتب وزارة الصحة في عدن، تشير إلى أن "مرض الكوليرا في ازدياد بحسب الإحصائيات الأولية".ووجهت المذكرة المنشآت الصحية الخاصة في عدن، "بتحويل الحالات المؤكدة 100% بعد عمل الإسعافات الأولية لها، إلى مركز العزل في مستشفى الصداقة"، شمالي العاصمة المؤقتة.وتسببت الكوليرا في أواخر عام 2018، بوفاة 2500 يمني غالبيتهم من الأطفال، جراء انتشار موجة الإسهالات المائية الحادة التي أصابت أكثر من مليون و300 ألف شخص، في أكبر وأسرع انتشار للمرض في التاريخ الحديث، وفق تقارير دولية.وقال مدير الترصد الوبائي في عدن، الدكتور مجدي الداعري، في تصريح لـ"إرم نيوز"، إن هناك انتشارًا لكثير من الحالات المصابة بالإسهالات المائية والكوليرا في جميع مديريات عدن، فضلًا عمّا تستقبله من حالات مصابة من المحافظات المجاورة مثل لحج وأبين.وأكد أن هناك نحو 40 حالة مرقّدة في مركز العزل بمستشفى الصداقة في عدن، "والوضع حتى الآن لا يزال في بدايته".وتوقع الداعري تزايد الحالات المصابة خلال الفترة المقبلة؛ لأن المحافظات الخاضعة لسيطرة ميليشيا الحوثي تسجل كل يوم أرقامًا كبيرة جدًا من الإصابات، في ظل استمرار تنقل الناس، ونقل الخضراوات والفواكه القادمة من المناطق الموبوءة بالكوليرا إلى المناطق الأخرى.جاهزية الحكومةومن جهته، قال وكيل وزارة الصحة لقطاع الرعاية الصحية، الدكتور علي الوليدي، إن الوزارة شكّلت "لجنة الحدث" لمواجهة الموجة الجديدة من وباء الكوليرا، بالتعاون مع عدد من شركاء القطاع الصحي من منظمات كالصحة العالمية، اليونيسف، الهجرة الدولية، المفوضية الدولية لشؤون اللاجئين، وأطباء بلا حدود وغيرها.وبيّن الوليدي، في تصريح لـ"إرم نيوز"، أنه تم فتح مراكز لاستقبال الحالات في العاصمة عدن ولحج وشبوة، "وحاليًا يتم التجهيز لفتح مراكز أخرى في عدن كمديرية المعلا، ومحافظتي أبين وتعز، وبقية المحافظات التي سجلت فيها حالات مؤكدة".وأشار إلى تدريب نحو 500 كادر صحي في عموم المحافظات، حول السياسة العلاجية لحالات الإسهالات المائية والكوليرا، وتوزيع الفحص السريع على المحافظات.وأكد الوليدي أن المختبرات المركزية "تعمل على مدار اليوم، لاستقبال العينات لفحصها، وسيتم توزيع المحاليل الوريدية على مراكز استقبال الحالات، إضافة إلى عمل فرق الترصد والاستجابة السريعة على مستوى المركز أو المحافظات، لمتابعة الوضع الوبائي".تكتم ميليشيا الحوثيوأعلنت الأمم المتحدة، الاثنين الماضي، عن وفاة 6 حالات بالكوليرا، من بين أكثر من 1500 حالة اشتباه، و9 حالات مؤكدة، منذ مطلع العام الجاري وحتى 17 مارس/ آذار الماضي، في 15 محافظة يمنية.وتشهد المحافظات الخاضعة لسيطرة ميليشيا الحوثي، في الجزء الشمالي من البلاد، انتشارًا للإسهالات المائية، في ظل تكتم الميليشيا عن الإعلان عن حجم تفشي الوباء وتوعية المدنيين، باستثناء الرسائل الهاتفية التي تشدد على حاجة المصابين بالإسهال المائي إلى "محلول الإرواء والتغذية الصحية ليتماثل للشفاء"، وفق سكان محليين في صنعاء.
{{ article.visit_count }}
970x90
{{ article.article_title }}
970x90