مع اقتراب موعد الانتخابات البلدية التي تجري يومي 8 و9 حزيران/يونيو الجاري، يستعد رئيس بلدية إنغريا الإيطالية، إيغور دي سانتس، لخوض منافسة شرسة في انتخابات وصفت بأنها "الأغرب في العالم" ضد ثلاثين مرشحاً للانتخابات، بينهم والدته، في قرية لا يتجاوز تعداد سكانها 46 شخصاً، للفوز بولاية رابعة على التوالي.
وتقع قرية إنغريا، إحدى أصغر القرى في إيطاليا، وسط الغابات والجبال بالقرب من مدينة تورينو شمال إيطاليا، ولم تقتصر الانتخابات "الأكثر غرابة" في العالم على عدد المرشحين فحسب، إذ يبلغ تعداد سكان هذه القرية الصغيرة 46 شخصاً فقط، بجانب 26 آخرين لا يقيمون في القرية لكن لهم حق التصويت في الانتخابات البلدية، حسب صحيفة الغارديان البريطانية.
تولّى دي سانتيس، البالغ 42 عاماً، منصبه منذ 2009 خلفاً لجدّه الذي شغل المنصب عمدة القرية لمدة ثلاثين عاماً، وكان من المتوقع أن يخوض غمار الإنتخابات ضد منافسه في سباق رئاسة البلدية وعضو المجلس المعارض ريناتو بوليتو، 70 عاماً، إلى أن قرر ستيفانو فينوتي، أحد ملاك المنازل في إنغريا ويعيش في مدينة ميلانو، الترشح للمنصب.
وأصبح السباق الانتخابي أكثر حرارة عند إعلان بوليتو الحصول على دعم والدة دي سانتيس، ميلينا كروساسو، في الانتخابات البلدية التي حلّت أيضاً ضمن قائمته التي تضم 9 نساء ورجل واحد، للمجلس البلدي.
وعن هذا الموضوع، علّق دي سانتيس قائلاً: "طلبت من والدتي الانضمام إليّ، لكن بعدما رأت وجود غالبية نسائية في قائمة بوليتو، قررت الانضمام إليه".
وأكدت والدة رئيس البلدية الحالي أن التنافس لن يؤثر على الجو والأواصر العائلية بينها وبين ابنها، بل على العكس فأإنها تسعى إلى جانب ابنها لمستقبل أفضل لمجتمع القرية.
وتواجه القرية الإيطالية مشاكل أسوةّ بالقرى الجبلية في إيطاليا، وتعاني من هجرة السكان خارجاً والخدمات القليلة والتحديات المتعلقة بتراكم الثلوج خلال فصل الشتاء، وتم تصنيفها في العام 2022 من بين أجمل القرى في إيطاليا.
وبناء على هذا التصنيف باتت القرية تعاني من تحديات أخرى متعلقة بزيادة عدد السائحين الواصلين إليها سنوياً مع عدم كفاية الموارد المتعلقة بالخدمات.
وفي حملته الانتخابية بما يخص موضوع السياحة، وعد دي سانتوس التعامل مع هذه الأزمة وإدارتها في مواجهة الارتفاع غير المسبوق في عدد السائحين، مقارنة بالعدد القليل للسكان حيث أن "الهدف الرئيسي هو الحفاظ على جمال إنغريا".