إرم نيوز
"أتراني كنت أحلم طوال هذه المدة؟ تكفيني نظرة لدفتر مذكراتي، لأدرك أن كل هذا كان حقيقة مطلقة. ستحمل روحي للأبد متعة الرضا والسعادة التي عشتُها، لم تحمل لي الأيام السابقة إلا الخير والجمال والدهشة. لقد اكتشفت عالماً جديداً مذهلاً وعشت أكثر تجربة إنسانية ملهمة".
هكذا تصف "ليدي إيفلين كوبولد" مشاعرها المغمورة بفيض الروحانيات عقب عودتها إلى بيتها في إسكتلندا بعد انتهاء رحلة الحج التي قامت بها كأول امرأة بريطانية وأوروبية عام 1933 بإذن خاص من الملك عبد العزيز آل سعود. في العام التالي وثقت تجربتها في كتاب يجمع بين أدب الرحلات وعمق التجربة الإيمانية معتمدا أسلوب اليوميات حمل عنوان "الحج إلى مكة" والذي صدر مؤخرا عن دار "السراج" بالقاهرة بعنوان "من لندن إلى مكة"، ترجمة هبة هنداوي.
تنتمي إيفلين إلى عائلة أرستقراطية معروفة بحبها للسفر والترحال واكتشاف العالم. عاشت 3 سنوات بصحبة ذويها في الجزائر حيث تعلمت العربية واعتادت شمس الشرق التي لم تعرفها في موطنها. وهناك تعرفت على الإسلام عن قرب بعيدا عن الانطباعات السلبية المسبقة التي أوردها مستشرقون غربيون "منحازون" و"غير موضوعيين" على حد تعبيرها.
اعتنقت هذا الدين وغيرت اسمها إلى "زينب" وطلبت من الشيخ حافظ وهبة، سفير المملكة العربية السعودية في لندن، أن يساعدها في القيام برحلة الحج إلى مكة باعتبارها أمنيتها الأخيرة في الحياة، إذ كانت تبلغ آنذاك من العمر 65 عاما. وعدها السفير أن يبذل قصارى جهده ويرفع طلبها لكبار المسؤولين في بلاده.
كانت الخطة أن تزور السعودية يحدوها الأمل أن تتم الاستجابة لطلبها، فإن لم تأت الاستجابة تذهب إلى مصر لتقضي بقية إجازتها على ضفاف النيل كسائحة. وصلت في 22 فبراير إلى مدينة السويس المصرية ومنها اتجهت إلى مدينة " بورفؤاد " حيث استقلت الباخرة الإيطالية "ميسواه " المتجهة إلى مدينة جدة بالسعودية. وبعد رحلة استغرقت 4 أيام وصلت أخيرا إلى شواطىء المملكة حيث تصف "جدة " قائلة: "المنظر على الشاطئ ومن المرفأ مذهل؛ حيث تتبدى جدة مدينة في مزيج من الأبيض والبني، وتشبه الحصن؛ حيث تحدها حوائط عالية من جوانبها الثلاثة، وتطول مآذنها علواً".
وأقامت في المدينة الساحلية لدى عائلة بريطاني مسلم هو "مستر فليبي" المعروف بأنه مقرب من الملك، فضلا عن كونه مغامرا عاشقا للصحراء العربية. كانت تراقب قوافل الحج المتجهة إلى مكة على متن السيارات وفوق ظهور الجمال أو سيرا على الأقدام وتتسارع دقات قلبها، وهي تحلم بيوم الطواف بالكعبة إلى أن جاءها مضيفها أخيرا بالخبر السعيد، وهو صدور إذن ملكي بمنحها حق دخول الأراضي المقدسة.
سارت "إيفلين" في قافلة صغيرة مكونة من سيارة واحدة تضم السائق والطباخ ومسنا سودانيا اصطحبته معه لتخفف عنه مشاق السفر.
وتصف ليدي إيفلين أو زينب مشاعرها وهى تطوف بالكعبة قائلة: لا يستطيع قلم وصف هذا المشهد الجليل، شعرت بضآلتي وأنا أقف هنا تعصف بي المشاعر المتضاربة من الهيبة والفرحة. فرد صغير وسط الإنسانية الكبيرة، وتتملكني أحاسيس وعواطف شتى، وحماسة دينية لم أعهدها من قبل".
وتضيف: "الدموع تبلل وجوه الحجاج من حولي، وتنهمر على خدودهم كالأنهار، بينما رفع غيرهم رؤوسهم في اتجاه السماء التي تزينها النجوم اللامعة، والتي شهدت هذه الجموع الغفيرة عبر قرون متتالية. اهتزت مشاعري ونبض قلبي أمام العيون المتلألئة بالعبرات والأدعية المخلصة الملحَّة، والأيادي الممتدة رجاء العفو والمغفرة، كما لم تفعل من قبل".
وتتابع: "اعترتني حالة روحانية لم أشهدها سابقاً. كنت واحدة من جموع الحجيج في حالة سامية من التسليم التام لإرادة الله، وهي روح الإسلام وغايته. انضممت للحشود التي تطوف حول الكعبة، وقد كللني الرضا والإجلال".
"أتراني كنت أحلم طوال هذه المدة؟ تكفيني نظرة لدفتر مذكراتي، لأدرك أن كل هذا كان حقيقة مطلقة. ستحمل روحي للأبد متعة الرضا والسعادة التي عشتُها، لم تحمل لي الأيام السابقة إلا الخير والجمال والدهشة. لقد اكتشفت عالماً جديداً مذهلاً وعشت أكثر تجربة إنسانية ملهمة".
هكذا تصف "ليدي إيفلين كوبولد" مشاعرها المغمورة بفيض الروحانيات عقب عودتها إلى بيتها في إسكتلندا بعد انتهاء رحلة الحج التي قامت بها كأول امرأة بريطانية وأوروبية عام 1933 بإذن خاص من الملك عبد العزيز آل سعود. في العام التالي وثقت تجربتها في كتاب يجمع بين أدب الرحلات وعمق التجربة الإيمانية معتمدا أسلوب اليوميات حمل عنوان "الحج إلى مكة" والذي صدر مؤخرا عن دار "السراج" بالقاهرة بعنوان "من لندن إلى مكة"، ترجمة هبة هنداوي.
تنتمي إيفلين إلى عائلة أرستقراطية معروفة بحبها للسفر والترحال واكتشاف العالم. عاشت 3 سنوات بصحبة ذويها في الجزائر حيث تعلمت العربية واعتادت شمس الشرق التي لم تعرفها في موطنها. وهناك تعرفت على الإسلام عن قرب بعيدا عن الانطباعات السلبية المسبقة التي أوردها مستشرقون غربيون "منحازون" و"غير موضوعيين" على حد تعبيرها.
اعتنقت هذا الدين وغيرت اسمها إلى "زينب" وطلبت من الشيخ حافظ وهبة، سفير المملكة العربية السعودية في لندن، أن يساعدها في القيام برحلة الحج إلى مكة باعتبارها أمنيتها الأخيرة في الحياة، إذ كانت تبلغ آنذاك من العمر 65 عاما. وعدها السفير أن يبذل قصارى جهده ويرفع طلبها لكبار المسؤولين في بلاده.
كانت الخطة أن تزور السعودية يحدوها الأمل أن تتم الاستجابة لطلبها، فإن لم تأت الاستجابة تذهب إلى مصر لتقضي بقية إجازتها على ضفاف النيل كسائحة. وصلت في 22 فبراير إلى مدينة السويس المصرية ومنها اتجهت إلى مدينة " بورفؤاد " حيث استقلت الباخرة الإيطالية "ميسواه " المتجهة إلى مدينة جدة بالسعودية. وبعد رحلة استغرقت 4 أيام وصلت أخيرا إلى شواطىء المملكة حيث تصف "جدة " قائلة: "المنظر على الشاطئ ومن المرفأ مذهل؛ حيث تتبدى جدة مدينة في مزيج من الأبيض والبني، وتشبه الحصن؛ حيث تحدها حوائط عالية من جوانبها الثلاثة، وتطول مآذنها علواً".
وأقامت في المدينة الساحلية لدى عائلة بريطاني مسلم هو "مستر فليبي" المعروف بأنه مقرب من الملك، فضلا عن كونه مغامرا عاشقا للصحراء العربية. كانت تراقب قوافل الحج المتجهة إلى مكة على متن السيارات وفوق ظهور الجمال أو سيرا على الأقدام وتتسارع دقات قلبها، وهي تحلم بيوم الطواف بالكعبة إلى أن جاءها مضيفها أخيرا بالخبر السعيد، وهو صدور إذن ملكي بمنحها حق دخول الأراضي المقدسة.
سارت "إيفلين" في قافلة صغيرة مكونة من سيارة واحدة تضم السائق والطباخ ومسنا سودانيا اصطحبته معه لتخفف عنه مشاق السفر.
وتصف ليدي إيفلين أو زينب مشاعرها وهى تطوف بالكعبة قائلة: لا يستطيع قلم وصف هذا المشهد الجليل، شعرت بضآلتي وأنا أقف هنا تعصف بي المشاعر المتضاربة من الهيبة والفرحة. فرد صغير وسط الإنسانية الكبيرة، وتتملكني أحاسيس وعواطف شتى، وحماسة دينية لم أعهدها من قبل".
وتضيف: "الدموع تبلل وجوه الحجاج من حولي، وتنهمر على خدودهم كالأنهار، بينما رفع غيرهم رؤوسهم في اتجاه السماء التي تزينها النجوم اللامعة، والتي شهدت هذه الجموع الغفيرة عبر قرون متتالية. اهتزت مشاعري ونبض قلبي أمام العيون المتلألئة بالعبرات والأدعية المخلصة الملحَّة، والأيادي الممتدة رجاء العفو والمغفرة، كما لم تفعل من قبل".
وتتابع: "اعترتني حالة روحانية لم أشهدها سابقاً. كنت واحدة من جموع الحجيج في حالة سامية من التسليم التام لإرادة الله، وهي روح الإسلام وغايته. انضممت للحشود التي تطوف حول الكعبة، وقد كللني الرضا والإجلال".