أصبحت الطفلة لوزيان عاطف، بشعرها الأشقر وعينيها الخضراوين، رمزًا للواقع الصعب في غزة بعد أن عكست صورة مؤثرة دموعها في انتظار قطعة بيتزا.

تلك الصورة التي انتشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي، لم تكن مجرد لحظة عابرة، بل كانت تجسيدًا لمعاناة الأطفال في ظل الظروف القاسية.

من الألم إلى الإحباط

وروى عاطف الغز، والد لوزيان، تفاصيل اللحظة قائلًا “عندما رأيت الصورة التي تُظهر ابنتي وهي تبكي، أدركت حجم الألم الذي تعانيه.

لوزيان كانت تبحث عن قطعة بيتزا بسيطة، لكن الظروف الصعبة جعلتها بعيدًا عن متناول يدها، كان الموقف مؤثرًا للغاية، ويعكس العجز الذي يشعر به الآباء في محاولة تلبية احتياجات أطفالهم في ظل هذا الحصار”.

وأضاف عاطف “الفعالية كانت مزدحمة للغاية أمام المطبخ الخيري الذي يقع في مدينة أصداء بخان يونس جنوب غزة، ولم تستطع لوزيان الحصول على قطعة بيتزا.

الجوع لم يكن مجرد نقص في الطعام، بل كان نقصًا في الكرامة، الصورة تعكس حجم التحديات التي نواجهها في تلبية أبسط احتياجات أطفالنا”.

لمسة إنسانية في زمن الأزمات

وتحدّث الطباخ محمد العمارين، الذي كان مسؤولًا عن المطبخ الخيري، عن تجربته قائلًا “عندما رأيت لوزيان تبكي، كان من الواضح أن علينا أن نقدّم لها المساعدة، قدّمت لها قطعة بيتزا على الفور، كانت تلك اللحظة تعبيرًا عن الإنسانية في أقسى الظروف.

رغم الازدحام، لم أستطع تجاهل احتياجات الأطفال”.

وأكمل العمارين “من خلال تقديم الطعام، حاولنا تخفيف معاناة الأطفال بقدر المستطاع. لوزيان كانت واحدة من كثيرين يعانون، وكان من المهم بالنسبة لي أن أقدّم لهم بعض الراحة في ظل هذه الظروف القاسية”.

مشهد يُبكي القلوب

أما مصور الفوتوغرافيا محمود أبو حمدة، فقد وصف اللحظة التي التقط فيها صورة لوزيان قائلًا “رؤية لوزيان، وهي تبكي بحرقة كانت مؤلمة للغاية، الصورة التي التقطتها تعكس عمق الألم والاحتياج الذي يعاني منه الأطفال في غزة، عندما شاهدت الطفلة تبحث عن قطعة بيتزا، أدركت أن هذه اللحظة يجب أن تُوثق، لأنها تعكس معاناة الكثير من الأطفال”.

وأوضح أبو حمدة أنه تردد في البداية في تصوير الطفلة لوزيان، متابعًا “لكن بعد أن فهمت أهمية توثيق معاناتها، قررت أن أشارك قصتها، الصورة تروي معاناة الآلاف من الأطفال في مناطق النزاع، وتكشف عن الحاجة الملحة للدعم الإنساني”.