ربما لا نستطيع تخيل الحياة اليومية من دون هاتف ذكي أصبح يحمل داخله حياة حامله، من صور وموسيقى وملفات ورسائل مكتوبة وأخرى صوتيه، وتعد شركة آبل أول من أطلق فكرة الهواتف الذكية التي أصبحت جزءاً لا يتجزأ من حياة الناس، و ذلك بإطلاقها لهاتف آيفون، عشر سنوات مرت على اطلاق هذا الجهاز الذي غير حياة الناس.
عشر سنوات مرت منذ أن كشف ستيف جوبز الرئيس الراحل لشركة آبل الستار للمرة الأولى عن الهاتف الذكي المبتكر الجديد "آيفون"
حيث دمج هذا الهاتف الثوري بين جهاز آيبود بشاشة عريضة يتم التحكم فيه عن طريق اللمس وبين هاتف جوال، وبين جهاز للاتصال بشبكة الانترنت. أي باختصار يتيح هذا الهاتف للمستخدم حمل جهاز حاسوب في جيبه يعمل بشكل متكامل.
تطورت هواتف آيفون على مدى السنين، حيث أطلقت آبل هاتف آيفون 3 جي اس المزود بخاصية اتصال لاسلكية أسرع من فئة 3 جي، ومع طرح هذا الهاتف، قررت آبل ابتداع تقليد جديد لها وهو طرح تعديلات محدودة في أجهزتها و التعبير عنها بحرف اس.
وعندما طرح الهاتف آيفون 4 عام 2010 ،قطعت شركة آبل شوطا طويلا للأمام مرة أخرى، حيث أثارالتصميم الجديد للجهاز إعجاب المستهلكين بفضل شاشته التي تعمل بتقنية الصورة شديدة الوضوح.
واستمر الهاتف آيفون في تحقيق مبيعات هائلة مما جعل آبل أثمن شركة في العالم، وبلغ حجم مبيعات هواتف آيفون منذ طرحها للمرة الأولى قبل عشر سنوات أكثر من مليار جهاز.
ولم ينجح في تحدي تأثير آيفون سوى نظام تشغيل آندرويد من «غوغل»، والذي تستخدمه شركة سامسونغ الكورية الجنوبية وغيرها من شركات الإلكترونيات، حيث أن آيفون وبرنامج التشغيل الخاص به يتمتعان بحماية براءات اختراعات، ولكن تلك الحماية لم تثبت فعالياتها خلال حروب مريرة على براءات الاختراعات بين الشركات.
ولم تحقق آبل سوى نجاحات محدودة على شركة سامسونغ خلال المعارك القضائية التي دارت بينهما، كما لم تستطع وقف نظام تشغيل آندرويد، ولكن في حين أن النظام الذي ابتكرته شركة غوغل يعمل على أكثر من ثمانين في المائة من الهواتف الذكية التي تتوافر في الأسواق، إلا أن آبل ما زالت تستحوذ على الحصة الأكبر من الأرباح في هذه الصناعة.
واجهت آبل العديد من التحديات بسبب هاتف آيفون، منها الدعوات القضائية من جماعات انصار حماية البيئة ونشطاء حقوق الانسان، ومنظمة السلام الأخضر وغيرها التي اتهمت الشركة بأن الهاتف مضر بالبيئة، كما واجهت تحدي القدرة على الابتكار بعد رحيل ستيف جوبز والذي توفي في الخامس من اوكتوبر عام 2011، ورغم ذلك بقيت مبيعات الشركة من هواتف آيفون تسير بنجاح كبير ولا يزال هذا الهاتف يحتل بؤرة إهتمام المستهلكين حسب ما تشير إليه الإحصائيات.