تميل معدلات الوفاة المبكرة إلى الانخفاض بالبلدان الغنية في ظل تحسن الرعاية الصحية وتوقف الشباب عن التدخين بشكل أكبر مثل أمريكا وغيرها من الدول بين عامي 1970 و2010.
وتواجه الولايات المتحدة مشكلة حقيقية ومزعجة مع ارتفاع معدلات الوفيات المبكرة عند بعض السكان في عمر الـ 30، على مدى السنوات الـ 15 الماضية.
وتشهد معدلات الوفيات المبكرة ارتفاعا واضحا عند الأفراد البيض (خاصة النساء) والهنود الحمر وسكان ألاسكا الأصليين، وفقا لدراسة نشرت في 26 يناير/كانون الثاني في مجلةLancet .
وتنجم حالات الوفاة المبكرة عن تعاطي جرعات زائدة من المخدرات وأمراض الكبد، بما في ذلك تليف الكبد بسبب تناول الكحول، بالإضافة إلى الانتحار.
وقالت ايمي بيرينجتون، الباحثة الرئيسية في الدراسة من المعهد الوطني للسرطان: "يعد الموت في أي عمر مدمرا للعائلة، ولكن الأمر يشتد صعوبة في حالة الوفاة المبكرة، لا سيما بالنسبة للأطفال وأولياء الأمور".
وحللت الدراسة بيانات شهادات الوفاة في الفترة بين 1999 و2014، ووجدت ارتفاعا قدره 2.3% في معدلات الوفاة السنوية عند النساء ذوي البشرة البيضاء البالغات من العمر 30 عاما، خلال تلك الفترة الزمنية.
وارتفعت معدلات الوفاة المبكرة عند الرجال بنسبة 6% سنويا، أما بالنسبة للأمريكيين الأصليين البالغين من العمر 30 عاما، فوصلت نسبة الوفاة إلى 4.3%، هذا وارتفعت معدلات الوفاة المبكرة عند السكان الأصليين في ألاسكا إلى 1.9% سنويا.
وأشار الباحثون إلى أن هذه الارتفاعات في معدلات الوفاة المبكرة "غير عادية" بالنسبة للبلدان ذات الدخل المرتفع.
ومع ذلك، أشارت الدراسة إلى وجود تحسينات هامة في معدلات الوفيات خلال الفترة الزمنية ذاتها، حيث واصلت معدلات الوفاة المبكرة عند الآسيويين وسكان جزر المحيط الهادئ في الانخفاض بين عامي 1999 و2014.
وقل عدد الوفيات المبكرة عند اللاتينيين الذين تتراوح أعمارهم بين 25 و64 عاما بحوالي 112 ألف حالة وفاة عن الأرقام السابقة، وأقل بنحو 34 ألف حالة وفاة مبكرة عند الآسيويين وسكان جزر المحيط الهادئ.
وانخفضت معدلات الوفاة المبكرة بين الأمريكيين السود إلى نسبة 3.9% سنويا، مما أدى إلى تسجيل 311 ألف حالة وفاة مبكرة أقل بين الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 25 و64 عاما. وهذه الأرقام تضيق الفجوة بين سكان أمريكا السود والبيض، على الرغم من أن معدلات الوفاة بين الأمريكيين السود ما زالت أعلى حوالي 1,5 مرات من تلك المسجلة عند الأمريكيين ذوي البشرة البيضاء في الفترة بين 2011 و2014.
وتعود هذه التحسينات إلى حد كبير لنجاح تدابير الصحة العامة، بما في ذلك علاج الأشخاص المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية، وكذلك خفض معدلات التدخين.