أصبحت بهناز شفيعي سائقة الدراجات النارية المحترفة البالغة السابعة والشعرين رمزاً لكفاح الإيرانيات اللواتي ينجحن في فرضن أنفسهن رغم قيود المجتمع الصارمة. وتمنع السلطات النساء من قيادة الدرجات النارية على الطرقات العامة إلا أنها تسمح لهن منذ فترة قصيرة بركوبها على حلبات خاصة.
وعند مدخل إحداها في برند على بعد حوالى 30 كيلومتراً غرب طهران رفعت لافتتين توضحان أنها "مخصصة للنساء". وثمة حلبة قريبة للرجال أكثر وعورة وطولاً. مسار الحلبات محدد بشكل دقيق إلا أن بهناز شفيعي تتدرب مع رجل هو جواد زنجاني الخبير المخضرم في سباقات موتوكروس التي يمارسها منذ 35 عاماً. على دراجاتها النارية الكبيرة المعدة لكل الطرقات، تنطلق بهناز للقيام بقفزة كبيرة من 15 متراً. بفضل عنادها وتصميمها تمكنت هذه الشابة من تحقيق حلمها بحصولها على إذن للنساء بركوب الدراجات النارية على حلبة وتنظيم مسابقات والمشاركة فيها. وتروي بهناز لوكالة فرانس برس واقفة أمام دراجتها مرتدية بزة زرقاء وحمراء وسوداء "كنت في الخامسة عشر عندما رأيت للمرة الأولى امرأة على دراجة نارية في بلدة صغيرة قرب زنجان "شمال". تفاجأت وسألتها إن كان يحق للنساء ركوب الدراجة النارية فعلمتني كيف أركب وأحببت ذلك". وتحرص بهناز شفيعي على تغطية شعرها تحت قلنسوة أو خوذة عندما تمتطي دراجتها لتجنب أي انتقاد.
"في المطبخ"
اشترت الشابة أول دراجة نارية لها في سن الثانية والعشرين إلا أنها قررت قبل ثلاث سنوات فقط أن تجعل من هذه الهواية مهنتها رغم العوائق. وتقول مستذكرة "على مدى سنتين مارست ركوب الدراجة النارية مساء خلف المنزل وأنا متنكرة بزي صبيان. عندما كان الناس يتنبهون إلى أنني امرأة كانوا يشجعونني بغالبيتهم لكن بعض الرجال كانوا يقولون إن مكاني في المطبخ". إلا أن مواظبتها أتت ثمارها فقبل ستة أشهر حصلت النساء على حق ركوب الدراجات النارية على حلبات وقد نظمت منذ ذلك الحين مسابقتان للنساء. وتوضح بهناز شفيعي التي فازت في مسابقة موتوكروس الأولى المخصصة للنساء التي تنظم في إيران "كان الأمر غير قانوني في السابق أما اليوم فثمة عشر نساء تقريباً يمارسن هذه الرياضة كمحترفات". وتؤكد أنها تعرف شخصياً "ما لا يقل عن خمسين" امرأة يمارسن الموتوكروس كهواية. دشنت الحلبة المخصصة للنساء قرب طهران قبل شهرين. ويؤكد مدرب بهناز "نظمنا يوماً تدريبياً عليها وقد أتت 40 إلى 50 امرأة لاكتشاف هذه الرياضة". وتأمل بهناز أن يسمح للنساء يوماً بقيادة الدراجات النارية في المدينة. وفي حين تكثر النساء الإيرانيات اللواتي يقدن السيارات، ترفض السلطات أن تمنح النساء إجازات لقيادة الدراجات النارية.
"قدوة"
وتؤكد بهناز "الكثير من الإيرانيات يشتكين من القيود التي تمنعهن من القيام بأشياء كثيرة. إلا أن كثيرات منهن "يلمعن" رغم هذه القيود" مشددة على أنها أرادت أن تكون "قدوة". وتضيف "عندما نناضل من أجل أفكارنا يمكننا أن ننجح بالتأكيد". وهي تعتبر أن السماح للنساء بركوب الدراجات على حلبات يشكل خطوة أولى و"الدليل" على أن الإيرانيات بإمكانهن "إزاحة القيود" السياسية والاجتماعية. وفي مؤشر إلى هذا التطور، بات عدد الطالبات أعلى من عدد الطلاب في الجامعات وثمة عدد أكبر من النساء اللواتي يحترفن الرياضة مثل الكاراتيه وألعاب القوى والكرة الطائرة وكرة السلة. وتشارك الرياضيات في مسابقات دولية مع إبقاء الحجاب ما يمنعهن من المشاركة في بعض الرياضات مثل السباحة.