أصدر المستشار القانوني بديون الرقابة المالية والإدارية بمملكة البحرين حمزة محمد نور الزبير كتاباً جديداً يضاف إلى المكتبة العربية بعنوان (مذكرات قاض سابق) من 350 صفحة من الحجم العادي، وهو سفر جميل يمثل خلاصة مسيرة طويلة من التجارب عمل فيها المؤلف بعدد كبير من مدن السودان المختلفة ثقافة وبيئة وجغرافية، وختمها بالعمل في مملكة البحرين.
قام المؤلف بتقسيم الكتاب إلى محطات جغرافية بدلاً عن الفصول والأبواب، وهي تعني المناطق التي عمل بها الكاتب والمواقف الإنسانية التي لامست اهتماماته، والتجارب التي أصبحت رصيداً كبيراً من الخبرة، ومن هنا تأتي أهمية الكتاب الذي لا غنى عنه لأي عامل في مجال القانون والقضاء والخدمة العامة من اقتنائه لما فيه من دروس وعبر وتجارب حقيق بالقارئ الكريم أن يلم بها، والكتاب برغم أنه يتحدث عن مسيرة قاض في مجال القضاء لعقود من الزمان إلا أنه مكتنز بالأدب وفن الحكي الذي برع فيه المؤلف، كما هو غني بالتطرق لما هو ثقافي وفني وابداعي في مجالات عديدة تعكس تراث وتقاليد أهل السودان.
ويقول المستشار حمزة محمد نور الزبير "إن الفضل في إصدار الكتاب يعود إلى تشجيع وتحريض العديد من الأصدقاء والأصفياء والأحباب وإلحاحهم لتدوين شيء من مذكراتي، أخص منهم بالذكر أستاذي وصديقي المرحوم الدكتور عبد السميع عمر أحمد الذي أقنعني بأهميتها للأجيال المعاصرة والقادمة، إذ أن تجارب الإنسان هي كما ذكر السفير خليفة عباس العبيد في مقدمة مذكراته "عصارات روح ووجدان وفكر، نمت وتبلورت أملاً وتجسدت وتحققت عملاً، وهي كما نعلمها ثروات هائلة تعز علينا أن تمضي".
ويشير المؤلف إلى "أن إصدار هذا الكتاب قد تأخر كثيراً لعدة أسباب، أهمها أن " الكتابة مثل الحب ، يأتيان في أوانهما دائماً " حسب باولو كويلو في مقدمته لكتاب ( أخلع حذاءك ) لياسر حارب، كما أن تنوع تجاربي العملية في مختلف المهن القانونية التي مارستها كقاضٍ ومستشار قانوني ومعلم غير متفرغ وباحث في مجال القانون العرفي، والمخزون المعرفي الذي اختزنته خلال سنين حياتي المهنية والتي تجاوزت الأربعين عاماً قد وضعني في مكان (خراش) عندما تكاثرت عليه الظباء، فوقف حائراً لا يدري أي ظبي يصيد..!
تكاثرت الظباء على خراش فما يدري خراش ما يصيد
ظل حالي على هذا المنوال لفترة من الزمن، كلما أمسكت بالقلم لأكتب أجد نفسي حائراً ومشتتاً، فيم أكتب؟ ومن أين أبدأ؟ وهل أسرد تاريخ حياتي منذ الطفولة وكيف نشأت ونموت وشبت خطاي؟ أم تراني أكتب عن ذكرياتي وتجاربي المهنية في السودان كقاضٍ، أو كباحث في مشروع جمع وتدوين العرف في السودان، أو كمستشار قانوني لمؤسسة التنمية السودانية؟ أم عن تجاربي في الجهات الأخرى التي عملت بها مستشاراً قانونياً بمملكة البحرين كوزارة التنمية والصناعة، وسوق البحرين للأوراق المالية، ومصرف البحرين المركزي، وديوان الرقابة المالية والإدارية؟ علماً بأن أي من تلك التجارب كافية لأن تشكل وحدها مادة دسمة لكتاب قائم بذاته".
وأكد بأن حفل تدشين الكتاب سيكون قريباً في كل من البحرين والسودان، والكتاب سيكون متاحاً للجميع في المكتبات ودور النشر، والمكتبات العامة وفي الجامعات والكليات ذات الصلة، كما سيلقي المؤلف ندوة حول الكتاب في النادي السوداني بمملكة البحرين في الأيام المقبلة.
يشار إلى أن الزبير كان قد أصدر كتاباً بعنوان (قانون ديوان الرقابة المالية لمملكة البحرين بين النص والتطبيق.. دراسة مقارنة) في العام 2010 وحظي باهتمام كبير من المختصين في مجالات الرقابة المالية والإدارية والتشريعات الاقتصادية والمحاسبية.