شهدت كلية التربية بالعريش شمال سيناء في مصر واقعة فريدة، حيث توجد بمدرجات الكلية سيدة تبلغ من العمر 63 عاماً وحفيدتها البالغة من العمر 23 عاماً لدراسة الماجستير والإعداد للحصول على شهادة الدكتوراه في تخصص واحد.

وقال د.عادل سرايا، عميد الكلية، لـ"العربية.نت" إنه فوجئ في اليوم الأول من دخوله مدرج طلبة الدراسات العليا للتعرف على الطلاب قبل إلقاء محاضراته الأولى لهم بسيدة مسنة تتواجد في المدرج، وعندما تقدمت إليه للتعريف بنفسها قالت له إنها تدعى السيد من سكان العريش، وأحيلت للتقاعد من 3 سنوات عقب نهاية عملها بوزارة المالية وتقدمت للحصول على الماجستير والدكتوراه في تخصص تكنولوجيا التعليم.

وأضاف أنه سألها عن سبب رغبتها في الحصول على الماجستير والدكتوراه رغم عدم حاجتها إليهما لخروجها من عملها بسبب التقاعد، وبالتالي لن تفيدها الدكتوراه في الحصول على ترقية أو تأهيلها لمنصب كبير، فقالت إنها تدرس لأن لديها رغبة في التعلم ولكي تكون نموذجاً مشرفاً ومصدر فخر لأحفادها، مشيراً إلى أنها ألقت بمفاجأة أخرى على مسامعه عندما أكدت له أن حفيدتها "بيسان" طالبة معها في الكلية وتدرس الماجستير أيضاً وفي نفس التخصص.

وقال العميد إن السيدة من سكان العريش، وحفيدتها بيسان تقيم مع أسرتها في مدينة رفح، وفرق العمر بينهما 40 عاماً، وعندما قال للسيدة إنها ستدرس مواد صعبة وقد لا تناسبها، قالت له إنها مستمرة في التعلم طالما مازالت على قيد الحياة، مؤكداً أن السيدة وحفيدتها نموذج حي وواقعي في الإرادة والتحدي والطموح والهدف.

وذكر، أنه طلب من إدارة الجامعة تكريم السيدة وحفيدتها في أبريل القادم، مطالباً بتكريمها أيضاً كأم مثالية، مضيفاً أنه وعد السيدة بتشجيعها ورعايتها ودعمها في دراستها حتى تصل لما تتمناه وتطلبه.