في كتاب جديد، يروي الباحث في شؤون الجماعات الإرهابية، هادي يحمد قصة متطرف تونسي، يدعى محمد الفاهم، ولد في ألمانيا وعاش فيها لمدة 5 سنوات، قبل أن يعود إلى تونس، ويعيش فيها لفترة، ثم يحمل الفكر المتطرف في مرحلة متقدمة من شبابه.

وقال يحمد في تصريح لـ"العربية.نت" إن كتاب "كنت في الرقة ، هارب من الدولة"، هو ثمرة لقاء غريب، والغرابة ليست فقط في الرواية المشوقة ولا في أهمية قوة تفاصيلها، ولكن في أن تُروى من قبل فاعلها".

ويضيف أن طرافة الكتاب وأيضاً أهميته في كونه يتحدث عن قصة أو تجربة داعشي عاش تجربة الانتماء والعمل في هذا التنظيم، ويكشف عن حقائق مثيرة وربما غير مسبوقة.

ويقول يحمد في مقدمة الكتاب: "كثيرة هي الشهادات التي جاءت من مقاتلي تنظيم داعش، تحت الضغط وتحت وقع الأسر، لكن هذه الشهادة ليست بشهادة أسير ولا مضطر. إنها شهادة حرة. شهادة من الداخل. خطت بحرية كاملة من دون ضغوط شهادة كاملة لمسار رحلة تمت بوعي واختيار".

ويتطرق الكتاب إلى رحلة المتطرف محمد الفاهم، الذي قرر الهجرة للانخراط في ما يسمى بـ"داعش"، فسافر خفية عبر أكثر من بلد قبل أن يصل إلى معقل التنظيم في مدينة الرقة السورية.

وينفذ الكاتب الهادي يحمد انطلاقاً من شهادة محمد الفاهم في نفسية الملتحقين بهذا التنظيم والأسباب الكامنة وراء ذلك، ورؤاهم حول أفكاره، ليمر بعد ذلك للحديث عن بنية هذا التنظيم ومكوناته، كيف نشأ وكيف يعمل وطبيعة العلاقات السائدة داخله وكيف تدار شؤونه الداخلية وكيفية مواجهة حروبه مع من يعتبرهم أعداءه في سوريا والعراق.

تنطلق أحداث الرحلة من آخر يوم لمحمد الفاهم في الرقة السورية، بعد أن اختار الهروب من التنظيم، لأنه اكتشف زيف أفكار داعش. ويعتبر الهادي يحمد أن ''الكتاب يقدم كماً هائلاً من المعطيات التقنية، خاصة حول داعش، تساعد على فهم بنية هذا التنظيم وفلسفته في الحياة".