أظهرت دراسة أن الوفيات بين المشاة على الطرق في الولايات المتحدة زادت زيادة حادة في 2016 للعام الثاني على التوالي، في اتجاه قال خبراء إنه يعكس الاستخدام المتزايد للهواتف المحمولة أثناء القيادة.

وقال مسؤولون برابطة السلامة على الطرق إن العام الماضي شهد زيادة بنسبة 11 بالمئة في الوفيات بين المشاة مقارنة بعام 2015، وهي أكبر زيادة خلال الأربعين عاما المحتفظ بسجلاتها، وتشير نتائج الدراسة التي نشرت أمس الخميس إلى أن هذا يجيء عقب زيادة بنسبة 9.5 بالمئة في 2015.

ووصف ريتشارد رتينج معد الدراسة النتائج بأنها "مفزعة تماما" مضيفا "من الواضح أن شيئا ما يحدث. هذه ليست الزيادة الوحيدة."، وقال إنه يرى أن الزيادة مرتبطة بشكل كبير باستخدام الهواتف المحمولة. وتابع قائلا إنه من الصعب استبعاد أسباب أخرى تماما لكن الارتفاع المتزامن في الوفيات واستخدام الهواتف المحمولة يشير إلى ارتباط بينهما.

ومن العوامل الأخرى المؤثرة في الوفيات بين المشاة النمو السكاني والمسافة التي يقطعها المشاة والسائقون سنويا في الولايات المتحدة، لكن أيا من هذه العوامل لا يرتبط ارتباطا وثيقا بزيادة الوفيات مثل استخدام الهواتف المحمولة.

وقال رتينج إن استخدام البيانات عبر الهواتف المحمولة ارتفع بقوة إذ شهد عاما 2014 و2015، وهي أحدث فترة تتوافر إحصاءات عنها، تضاعفا في كم البيانات المستخدمة في الولايات المتحدة بينما قفز عدد الرسائل متعددة الوسائط المرسلة بنسبة 45 بالمئة.

وأظهرت دراسة أجرتها وزارة النقل عام 2016 أن العدد الإجمالي لاستخدام الهواتف المحمولة عامي 2014 و2015 ظل مستقرا نسبيا، لكن معدل إمساك السائقين بالهواتف واستخدام أيديهم في تشغيلها ارتفع بأكثر من المثلين منذ عام 2009 وبأكثر من أربع مرات بين الشبان.

وقال شارلي كلاور الباحث بمعهد تكنولوجيا النقل بولاية فرجينيا إن استبدال الهواتف ذات الأزرار بالهواتف الذكية زاد أيضا من المخاطر، وقال "استخدام الهواتف الذكية أصعب كثيرا كثيرا... قدراتها أكبر بكثير... إنستجرام، سناب شات، فيسبوك، كل هذه التطبيقات تجعلها خطيرة جدا."

وقالت كارا ماسيك المتحدثة باسم رابطة السلامة على الطرق إنه يصعب أيضا ضبط السائقين الذين تشتت تركيزهم بسبب الهواتف المحمولة. وفي حين تحظر 14 ولاية تماما حمل الهواتف المحمولة باليد أثناء القيادة، تمنع 32 ولاية فقط الكتابة على الهواتف، وهو ما يستلزم من شرطة المرور إثبات أن السائقين الذين يتم رصدهم وهم يحملون هواتف أو يستخدمونها لم يكونوا يكتبون عليها.

وتفاوتت النتائج بين الولايات في الدراسة، فبينما شهدت 34 ولاية زيادة في وفيات المشاة، تراجعت النسبة في 15 ولاية. واستقرت النسبة في ولاية مين.