توصلت دراسة جديدة إلى أن الأسماك حيوانات ذات مشاعر وتعقد صداقات وتكون لديها "عواطف إيجابية" وشخصية منفردة.

وبحسب الدراسة الجديدة فإن أسماك الزيبرا مثلا حيوانات اجتماعية على غرار البشر وغيرهم من الثدييات الأخرى.

واكتشف الباحثون أن الانتماء إلى جماعة يمنح سمكة الزيبرا نوعاً من "الحماية الاجتماعية" فتكون أقل خوفاً في مواجهة الخطر.

وترتبط هذه السمة الاجتماعية بنمط متميز من تفعيل الدماغ له علاقة معروفة بالحماية الاجتماعية في الثدييات، كما أشار الباحثون.

وبسبب هذه الآلية المماثلة لسلوك البشر يأمل العلماء في أن يتمكنوا من استخدام أسماك الزيبرا نموذجاً لدراسة الآثار الاجتماعية على صحة البشر العقلية، لا سيما وأن العزلة يمكن أن تمارس دوراً كبيراً في حالات مثل الكآبة.

ولكن رئيسة قسم الابحاث في الجمعية الملكية لمنع القسوة ضد الحيوانات في بريطانيا، د. بيني هوكنز، قالت لصحيفة الاندبندنت إن الدراسة الجديدة تعزز الكم المتزايد من الأدلة على أن الأسماك يجب ألا تُعد حيوانات أقل درجة على سلم النشوء والارتقاء.

ودعت د. هوكنز الذين يرفضون أكل اللحوم لأسباب اخلاقية لكنهم يأكلون الأسماك إلى أن يأخذوا هذا الأمر في اعتبارهم.

وقالت إن من يأكل الاسماك "يسبب موت حيوان له شعور ولديه خبرات ومصالح".

وعمّا إذا كانت الأسماك تستطيع إقامة صداقات، قالت الدكتورة هوكنز "إن الأمر يعتمد على تعريف الصداقة، وهي لن تكون صداقة مماثلة للصداقة بين البشر ولكن إذا نظرتَ إلى الصداقة بمفردات الوجود مع فرد آخر تعرفه وتطلب رفقته ويجعلك تشعر بعواطف إيجابية، فإن هذه تكون صداقة بين أسماك".

ودعت الدكتورة هوكنز هواة حفظ الأسماك في أحواض إلى أخذ نتائج الدراسة في الاعتبار حين يمزجون أسماكاً غريبة عن بعضها البعض في الأحواض أو حين يقسّمون مجموعات من الأسماك.

وأكدت أن الاسماك "ليست للزينة واللعب فقط بل هي أفراد ولها مشاعر".

وأشارت هوكنز إلى أن أبحاثاً عديدة تجري الآن لدراسة شخصيات الأسماك التي "بعضها جريء وبعضها الآخر خجول"، لافتة إلى أن ما يحدث في حوض الأسماك أكثر بكثير مما نظن.

وقال الباحثون إنهم وضعوا الأسماك في حوض اختبار وتركوها تستخدم دفاعاتها الطبيعية المتمثلة بإفراز من الجلد ينبه إلى وجود خطر.

ولاحظ الباحثون أن السمكة حين تكون وحدها تشعر بخوف أكبر، ولكن حين تكون ضمن جماعة يكون رد فعلها أهدأ.