في حادثة قلما تحدث في المجتمعات العربية تعرض شرطي على مستوى حاجز أمني بمنطقة بئر مراد رايس في الجزائر العاصمة أثناء ممارسة مهامه٬ للضرب على يد فناة تبلغ من العمر 22 سنة٬ بعدما حرر مخالفة مرورية ضدها لتجاوزها الخط المستمر.
وأوردت صحيفة "النهار" الجزائرية أن اعتداء الفتاة على الشرطي تسبب له في تمزيق أزرار قميصه أمام الملأ٬ في الوقت الذي قامت والدتها بشتمه بأقبح العبارات الخادشة للحياء احتجاجاً على تحريره تلك المخالفة٬٬ ليتم توقيفهما واقتيادهما إلى مركز الأمن من أجل تحرير محضر ضدهما٬ قبل أن تحّولا على نيابة محكمة الاختصاص٬٬ التي قررت متابعتهما وفقاً لإجراءات المثول الفوري عن تهمة الإهانة والتعدي بالعنف على رجل القوة العمومية أثناء تأدية مهامه.
حيثيات القضية وفقاً للمصدر تعود إلى مطلع الأسبوع الجاري٬ حينما كانت الفتاة على متن سيارتها رفقة والدتها على مستوى منطقة بئر مراد رايس٬ عندما تجاوزت الخط المستمر٬ ليتم توقيفها من قبل الشرطي الضحية على مستوى حجز أمني٬ وطلب منها تسليمه وثائق السيارة لتحرير مخالفة مرورية ضدها٬ وبينما كان يدون المعلومات تفاجأ بوالدتها تنزل متوجهة صوبه وهي تتلفظ بعبارات نابية أمام الملأ٬ لتلحق بها ابنتها وتتهجم عليه وتقوم بشده من قميصه وضربة أمام أعين زملائه والمارة٬ وهو الأمر الذي أكده الشاهد على الواقعة٬٬ موضحاً أن الفتاة تمادت في تصرفاتها ووصل بها الأمر إلى أن بصقت عليه٬٬ الأمر الذي لم يتحمله الضحية وجعله يتخذ ضدهما الإجراءات اللازمة نظراً لحجم الإهانة التي تعرض لها وهو بالزي الرسمي.
وعلى خلاف التصريحات التي أدلى بها الضحية والشرطي الشاهد٬ قدمت المتهمان رواية مغايرة تماما٬ من خلال قولهما إنهما بيوم الوقائع توجهتا إلى منطقة المرادية ومرتا على الحاجز الأمني مرتين في الذهاب والإيا٬٬ إلا أن الشرطي استوقفهما في طريق عودتهما على أساس ارتكابهما مخالفة مرورية في طريق ذهابهما٬ وهو ما لم تتقبله المتهمتان، كونهما أصرتا على عدم ارتكابهما أي مخالفة، واعتبرتا أن الشرطي تعنت في استعمال سلطته عليهما بسبب تركهما لأكثر من ساعتين من أجل تحرير المخالفة٬ قبل أن يحاول ضرب الفتاة بواسطة جهاز الراديو اللاسلكي، حسب روايتهما حينما تدخلت للاستفسار منه عن سبب شتم والدتها٬ دافعت عن نفسها بدفعه٬ مفندتين كل ما ورد على لسان الضحية٬ بعدما أكدتا أن كل ما اتهمتا بفعله ارتكبه ذلك الأخير في حقهما٬ ليطالبا بإفادتهما بالبراءة.
وفيما لم يقدم الشرطي أي طلبات مادية لاعتباره حجم الإهانة التي تعرض إليها لا تقدر بالمال٬ التمس ممثل الحق العام تسليط عقوبة عام حبسا نافذا و غرامبة بقيمة 100 ألف دينار جزائري (ألف دولار) في حق المتهمتين٬٬اللتين أخلي سبيلهما٬ في انتظار الفصل في القضية بتاريخ 111 إبريل الجاري.