يسعى باحثان بريطانيان الى توثيق روائح الماضي بدءا بقصر ضخم من القرن الخامس عشر بهدف الحفاظ عليها للأجيال المقبلة. وفي نول هاوس حيث أمضت الكاتبة فيتا ساكفيل ويست طفولتها في جنوب شرق انكلترا، رصد العالمان روائح الكتب والقفازات والأسطوانات وحتى الشمع على أرضية الباركيه. ولتحليل الروائح، قام الباحثان بدراسة للألوان تسمح بفرز الفوارق الدقيقة في المواد المكونة لهذه الروائح. وقالت طالبة الدكتوراه في جامعة "يونيفرسيتي كولدج لندن" سيسيليا بمبايبر التي تعمل على هذا المشروع مع الكيميائي ماتيا سترليتش "الروائح تساعدنا على الارتباط بالتاريخ بطريقة انسانية أكثر". وأوضحت الطالبة لوكالة فرانس برس أن الهدف من البحوث التي اجرياها يكمن في تحديد الروائح ذات "القيمة الثقافية" اضافة الى "طرق توثيقها والحفاظ عليها كما نأمل". ونشر الباحثان مقالا في مجلة "هيريتيج ساينس" الأكاديمية بشأن رائحة الورق، وهو يتضمن استطلاعا لآراء زوار مكتبة في برمينغهام في وسط انكلترا علقوا على هذه الرائحة. ومن دون معرفة الروائح التي كانوا يشمونها، استخدم الأشخاص المستطلعة آراؤهم خصوصا كلمات "شوكولا" و"خشب" و"قهوة" لتوصيف الرائحة. ومن بين الكلمات الأكثر غرابة هناك "جوارب" و"بخور" و"مزرعة". كذلك أجرى الباحثان استطلاعا شمل زوار مكتبة كاتدرائية القديس بولس العائدة الى القرن الثامن عشر وهم استخدموا عبارات "خشب" و"عفونة" و"سكر" لوصف رائحة الكتب.