قرر باسم يوسف خلال الثورة المصرية، التخلي عن مهنة جراحة القلب وأن يصبح مقدماً تلفزيونياً ساخراً، لكنه اضطر لمغادرة بلده بعد أن منعته السلطات المصرية من الاستمرار في عرض برنامجه الذي سخر فيه مراراً من حكم الرئيس الإسلامي السابق محمد مرسي والرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي.

خلال الثورة المصرية التي أطاحت بالرئيس حسني مبارك وما تلاها، أصبح برنامج "البرنامج" الساخر لباسم يوسف واحداً من أكثر البرامج متابعة في مصر، وامتدت شهرته أيضاً إلى العالم العربي. وكان برنامجه ينطوي على نقد حاد لنظام مبارك، ومن بعده للرئيس السابق محمد مرسي والإخوان المسلمين، ثم لم يوفر نظام الرئيس عبد الفتاح السيسي من النقد والسخرية بعد الإطاحة بمرسي صيف العام 2013.

وجذبت حلقاته ما يصل إلى 30 مليون مشاهد إلى أن أوقف قسراً، واضطر باسم يوسف مصر لمغادرة مصر مع عائلته متجهاً أولاً إلى دبي ومنها إلى الولايات المتحدة حيث يقيم في لوس أنجلوس.

والجمعة، يخرج إلى صالات العرض الأمريكية فيلم وثائقي بعنوان "تيكيلينغ جاينتس" "دغدغة العمالقة" يتناول قصته، ومذكرات أطلق عليها اسم "ريفولوشن فور داميز" "أي تعريف عن الثورة لمن لا يعرفون شيئاً".

وقال يوسف البالغ من العمر 43 عاماً في مقابلة مع وكالة فرانس برس "هناك الكثير من الناس، وخصوصاً من المصريين، الذين سيشاهدون هذا الفيلم ويرون تسلسل الأحداث في وقت مهم جداً من التاريخ".

وتوجه بالشكر إلى سارة تاكسلر مخرجة الفيلم، وهي أيضاً منتجة برنامج "ذي ديلي شو" الأمريكي الساخر الذي قدمه جون ستيوارت على مدى سنوات طويلة، وكان البعض في الغرب يشبهون باسم يوسف بأنه جون ستيورات مصر.

ورأى باسم أن المخرجة نجحت في استخدام الفكاهة والسخرية لشرح الثورة المصرية لجمهور غربي واسع، بعيداً عن الدروس الأخلاقية وبالتركيز على "قصة إنسانية". وصحيح أن باسم يوسف لم يتمكن من مواصلة برنامجه في بلده، لكنه يشعر بالاعتزاز لأنه ساهم في وقت ما في تحفيز النقاش السياسي في مصر وعبر عن حالة الإحباط التي يشعر بها كثير من مواطنيه.

وقال "دفع البرنامج الكثيرين ليعبروا عما يفكرون به عبر الإنترنت واليوتيوب". ويقر باسم يوسف أن التكيف مع الحياة الجديدة في الولايات المتحدة لم يكن أمراً سهلاً، وهو انتقل إليها فيما كانت تشهد واحدة من أكثر الحملات الانتخابية حدة في التاريخ المعاصر.

وأعرب عن أسفه لأنه اضطر للانتقال من حكم "ديكتاتور إلى حكم شخص يسعى لأن يصبح ديكتاتوراً" في إشارة إلى الرئيس دونالد ترامب. ويضيف "لكن رغم إن ترامب رهيب، إلا أن الأمل مازال موجوداً بالمؤسسات" التي يمكن أن تقيده.