رغم النقص في الموارد، يبني نزلاء مركز للمشردين قرب وارسو مركبا شراعيا يأملون إنجازه في خلال عام او اثنين للابحار به، بفضل دعم جهات راعية. ويقبع هيكل المركب المنجز بالكامل تقريبا في وسط باحة مركز للآباء الكميليين. وسيبلغ طول المركب الشراعي 17,8 مترا وعرضه 5,2 امتار. وأشار القبطان فالديمار جيجنيتسكي وهو مدير المشروع الذي تم انجازه مع نزلاء إلى أن هذا المركب هو نموذج أولي من طراز "بي ام 57" مقدم من المصنّع بوغدان مالوليبشي، مضيفا "كل المعدات من خشب الصواري والصفائح المعدنية والاطنان الثمانية من الرصاص لبناء عارضة المركب، قدمت لنا من جانب جهات راعية". ويمكن للراغبين المشاركة في بناء المركب. وفي يوم الاثنين هذا، وحدهما نزيلان من المركز الذي يضم نحو مئة رجل يشاركان في العمل. وبعد جهود مستمرة منذ عشر سنوات، خفتت الحماسة بوضوح. ويقول سلافومير ميتشالسكي البالغ من العمر 60 عاما والذي يعيش في المركز بشكل متقطع منذ سنة 2009 "في العادة، اعمل من السابعة صباحا وحتى الثالثة بعد الظهر، واكثر إن لزم الامر. هنا، نستفيد من الطقس الجميل لتعويض التأخر المتراكم في الشتاء". ويوضح هذا الخبير في صهر المعادن وهو عامل سابق في ورش بناء سفن في غدانسك "مشاركتي في بناء هذه السفينة أشبه بتشييد منزلي الخاص". ويستذكر قائلا "أنا كنت أعمل في حوض بناء السفن، و(ليخ) فاليسا الذي اصبح لاحقا رئيس بولندا، كان يصلح العربات الكهربائية". ويقول "لقد عملنا معا، نفذنا اضرابا معا في فترة (نقابة) التضامن، بعدها رحلت. لقد تركت كل شيء ووجدت نفسي في مركز المشردين هذا". - أعمال ضخمة - ميخال ييديناك نزيل آخر في المركز، يجلب السلالم التي ستستخدم لاحقا في صنع درج المقصورة حيث يمكن لاثني عشر شخصا المبيت. الهدف يكمن في إنجاز جولة حول العالم. ويأمل سلافومير في أن يكون من بين اوائل المحظوظين الذين يخوضون هذه المغامرة "في حال سمحت صحتي بذلك" على ما يقول. ويضيف "أناس كثيرون كانوا يعتبرون أن هذه الفكرة خرقاء". ويمضي ييديناك قائلا "لكنهم رأوا المركب يكبر من سنة لأخرى، لذا غيروا طريقتهم في التفكير. وادركوا أن الفكرة سديدة تماما في الحقيقة". هذه الفكرة راودت بداية الأب الكميلي بوغوسلاف في سنة 2006. ويقول ميخالسكي "نحن ننفذ وصيته" بعد وفاته في العام 2009 مضيفا "لقد قطعنا وعدا بذلك أمام مدفنه". وتكريما لذكرى الأب الكميلي، سيسمى المركب "الأب بوغوسلاف".
{{ article.visit_count }}