بعد مرور عام على عشاء مراسلي البيت الأبيض، حيث كان الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما مزح مع هيلاري كلينتون بشأن محاضراتها، التي تقدمها مقابل آلاف الدولارات إلى البنوك في وول ستريت، ومقولته لهيلاري: "إذا سارت الأمور على ما يرام، فسوف أستخدم المنهج نفسه العام المقبل مع مؤسسة غولدمان ساكس"، وبعد أقل من مئة يوم من مغادرته البيت الأبيض فإن أوباما قد قبل بمبلغ 400 ألف دولار للحديث إلى بنك الاستثمار "كانتور فيتزجيرالد"، متوسط الحجم.
وأكد شخص على صلة بالترتيبات لهذا الموضوع أن أوباما وافق على الظهور كمتحدث رئيسي في مؤتمر بنك كانتور السنوي، الذي يناقش موضوع الرعاية الصحية، ويعقد في سبتمبر المقبل.
والمبلغ هذا يعادل تقريباً، ما يقارب ضعف ما حصلت عليه هيلاري كلينتون من خلال 3 محاضرات قدمتها في عام 2013 إلى غولدمان ساكس، حيث تلقت 225 ألف دولار.
وخلال فترة رئاسته كانت علاقة أوباما بالمصارف تبدو متوترة، ووصفها في عام 2009 بـ "القطط المتدهنة" التي تنعم بفوائد كبيرة في مقابل الركود العام في البلاد.
ومنذ أن ترك البيت الأبيض في يناير، لم يظهر أوباما إلا نادراً، وشوهد الأسبوع الماضي في جامعة شيكاغو، في الموقع الذي ستقام فيه مكتبته الرئاسية مستقبلاً.
وقبل شهرين وافقت دار "بينغين راندوم هاوس" على دفع أكثر من 65 مليون دولار إلى أوباما وزوجته ميشيل لإصدار كتاب منفصل لكل منهما، ويعتبر هذا الرقم قياسياً في تاريخ المذكرات الرئاسية الأميركية.
وتعد صفقة كانتور مع أوباما، التي أوردتها "فوكس بيزنيس" حدثاً غير عادي في تاريخ الشركة بعد عقد ونصف من هجمات سبتمبر 2001 حيث ما زالت المؤسسة تتعافى من آثار ما حدث وقتذاك، عندما فقدت أكثر من ثلثي موظفيها.
وأطلقت كانتور مؤتمر الرعاية الصحية في نيويورك قبل عامين، ووصفته بأنه فرصة لتعريف المستثمرين بالمديرين التنفيذيين في العشرات من أكبر شركات الرعاية الصحية.
وقال جوناثان ويستن، المدير التنفيذي لمجتمعات نيويورك للتغيير، وهي منظمة غير ربحية مقرها بروكلين، إنه يشعر بالأسى لمعرفة أن أوباما "يفضل" التعامل مع البنوك الكبرى.