أصبح مشهداً شائعاً على نحو متزايد رؤية الرضع والأطفال في سن الحضانة ومن يكبرونهم يلعبون بالهواتف الذكية لوالديهم. هذا المشهد الذي يبدو غير ضار يمكن أن يحرم الصغار من النوم، وفقاً لدراسة علمية نشرتها صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، إذ وجدت الدراسة أن كل ساعة يقضيها الصغار فى استخدام شاشات تعمل باللمس، فإنهم يفقدون 16 دقيقة من وقت نومهم.

ومن المعروف أن النوم يلعب دوراً رئيساً في نمو الأطفال الصغار، كما يحدد تكيفهم العاطفي والاجتماعي، وإنجازهم الأكاديمي في مستقبل حياتهم.

وقال الباحث الرئيسي د.تيم سميث: "تشير هذه النتائج إلى أن شعبية وسهولة الوصول إلى الأجهزة التي تعمل باللمس أدت إلى مستويات مرتفعة من الاستخدام بمعرفة الأطفال في سن الحضانة والأطفال الصغار، ويرتبط هذا بانخفاض ساعات النوم".

وعلى الرغم مع ذلك، أظهرت أبحاث سابقة أن الأطفال الذين يستخدمون شاشات اللمس غالباً ما يكونون أسرع لتحقيق بعض المهارات الحركية، والتي تشمل: التقاط وإسقاط اللعب، والامساك بالأشياء بإصبع والإبهام، ونقل الأشياء من يد إلى أخرى.

وقال سميث: "قبل تقييد استخدام شاشة اللمس تماماً، والتي قد يكون لها فوائد محتملة، نحن بحاجة إلى فهم متعمق لكيفية استخدام هذه التكنولوجيا الحديثة بطريقة تزيد من الفوائد وتقلل من أي عواقب سلبية على الأطفال الصغار". وحذر الخبراء أيضاً من أن الآباء المشاركين في الدراسة ربما لم يتوخوا الدقة أو الصدق في الإجابات.

وقال بروفيسور كيفن ماكونواي، بمدرسة الرياضيات والإحصاء، بالجامعة المفتوحة: "الأطفال في سن الحضانة والأطفال الذين قضوا المزيد من الوقت باستخدام شاشة تعمل باللمس يميلون إلى النوم ساعات أقل".

كما إن هناك أيضاً العديد من التفسيرات المحتملة لذلك، إلى جانب إمكانية أن استخدام شاشات اللمس يؤثر بشكل مباشر على النوم، حيث يوضح بروفيسور ماكونواي: "من الممكن أن الأمر الصحيح يكون هو العكس تماماً – إذ ربما آباء هؤلاء الأطفال الصغار، الذين ينامون بالفعل لوقت أقل، هم أنفسهم الذين يسمحون لأطفالهم باستخدام شاشات اللمس لوقت أطول، ليشغلوهم، أو ربما أنهم يعتقدون أن الهواتف الذكية قد تهدئ الأطفال الصغار".