صدر العدد الجديد "88 - (أبريل 2017)" من مجلة "البحرين الثقافية" الفصلية التي تنشرها "هيئة البحرين للثقافة والآثار" في المنامة.

في هذا العدد، تسلط المجلة البحرينية الضوء على عدد من الموضوعات لعل أبرزها ملف "صورة الآخر".

قدم له د.الطاهر لبيب بكلمة عنونها بـ"الآخر.. وجهي الآخر" أشار فيها إلى أن "الآخر هو من ليس أنا، ولكن لا أنا من دون الآخر: "الأنا هو آخر"، كما قال الشاعر رامْبو. صورة الآخر هي تَمثّلُه. مهما كانت علاقتها بالواقع، مهما "عكستْه"، كما يقال، فهي تبقى بناءً في المخيال. أهميتها أن الرؤى والمواقف قد تنبني عليها".

اسهم في موضوعات هذا الملف نخبه من الكتاب العرب كان أبرزهم فالح عبدالجبار من خلال مقالة وسمها بـ"أن تكون بلا هوية أو تكون"، ود.الهراس الذي كتب عن "المغاربة والإسبان"، فيما كتبت د.فادية حطيط "الأنا النامي والآخر المغيب"، واختتم الملف بموضوع "السخرية من الآخر" أنجزه د.جمال شحيد.

من جانب آخر وفي بادرة من هيئة تحرير المجلة لتسليط الضوء على النتاج الفكري والثقافي في مملكة البحرين، ضم باب حوارات محاورة مطولة مع أستاذ الدراسات الثقافية بجامعة البحرين د.نادر كاظم حول كتابه الأخير "خارج الجماعة.. عن الفرد والدولة والتعددية الثقافية" كان أبرز محاورها الحديث عن فكرة الخروج من الجماعة وتعارضها مع فكرة الاجتماع وضرورة الانتماء من عدمها، وما إذا كانت فكرة الخروج عن الجماعة، في أطروحة د.كاظم، تتمثل في الخروج على الأفكار التي تصوغ الجماعة وتنتهي بصناعة ذلك النسق العام المسؤول عن كل العيوب النسقية التي يمكنها أن تلحق الضرر بالهوية العامة أو العيش المشترك، لتجنح بقية المحاور لتسليط الضوء على فكرة الهوية و التعددية الثقافية والمحافظة الثقافية و مفاهيم كالطائفية والانتماء وغيرها من المحاور التي تتقصد تفكيك الخطاب في بعديه الفكري والثقافي. ومن المقرر أن ينشر هذا اللقاء في ملحق البحرين الثقافي في عدده المقبل.

من جهة أخرى، وفي باب الدراسات كتب مدحت صفوت دراسة عنونها بـ"تناقضات رؤية عبدالوهاب المسيري"، كما كتب العربي الحضراوي "قراءة في طرح نثري.. رسالة ابن سهيد نموذجاً"، وفي باب فنون كتب عبالواحد بن ياسر "ماكبث المضرج بالدم.. معاصرنا" وفي باب كتب وضع الكاتب البحريني غسان الشهابي مقالته تحت عنوان "إطلالة متجددة على المجتمع البحريني ثقافياً" ذاهباً بالحديث عن تجربة الدكتور والأنثروبولوجي البحريني عبدالله عبدالرحمن يتيم، مشيراً إلى أنه ليس بِدعاً أن يقوم أحد الكتاب أو الباحثين بجمع عدد من مقالاته التي سبق ونشرها في أماكن متفرقة لتكون بين دفتي كتاب، خصوصاً إن كانت ذات سياق واحد أو متقارب، تشكل في مجملها طرقاً لقضية محددة. قاصداً بذلك ما فعله الدكتور يتيم، إذ قام الأخير بالشيء نفسه في كتابه "البحرين: المجتمع والثقافة"، الذي هو ثمرة مقالات ودراسات نشرها قبلاً في مجلة "العلوم الإنسانية"، ومجلة "أوان" الصادرتين من جامعة البحرين، ومجلة "شؤون اجتماعية"، ومجلة "الثقافة الشعبية"، ووسط أوروبا للدراسات الدولية والأمنية، وهذه المجلة "البحرين الثقافية"، مع مراجعات وتنضيج لبعض الأفكار التي ناقشها مع زملاء له من الجامعة نفسها.

د.يتيم، وهو رائد الأنثروبولجية في البحرين -يقول الشهابي- يطوف بقارئه في هذا الكتاب بين الكثير من المواضيع التي تعتبر فجوة في الدراسات البحرينية، مركزاً في التناول على التاريخ المعاصر للبحرين بدءاً من فترة أواخر القرن التاسع عشر، حتى الفترات التي لحقت والتي وسمت القرن العشرين بالكثير من سمات التغيير، والانتقال إلى الحداثة الإدارية، وما تبعها من حداثة مجتمعية، وما نجم عن ذلك من تغيرات سياسية واجتماعية انعكست على رؤية البحرينيين لأنفسهم ولمستقبلهم، وكذلك كيف رآهم الآخرون الذين مرّوا سريعاً على البحرين، أو أقاموا فيها بقصد دراسة الأرخبيل وأهله.