تمكن شاب بريطاني يبلغ من العمر 22 عاماً ويعيش في منزل ريفي بـ إنجلترا بعيداً عن ضوضاء العاصمة لندن من أن يصبح "بطلاً عالمياً"، بعد أن تمكن خلال الساعات الماضية من صد هجوم إلكتروني كاد يتسبب بكارثة في 99 دولة بمختلف أنحاء العالم، بينما جاءت المفاجأة فيما كشفته وسائل الإعلام البريطانية بأن الشاب ليس سوى هاوٍ احترف علوم الكمبيوتر بنفسه دون أن يتعلم من أحد.

وفي التفاصيل التي انشغلت بنشرها الصحف البريطانية الصادرة الأحد، فإن الشاب الذي يُعرف على الإنترنت باسم مولوار تيك، وهو اسم غير حقيقي يستخدمه على الشبكة العنكبوتية فقط، تمكن خلال ساعات قليلة من العثور على ثغرة في "فيروسات الفدية" التي غزت العالم وعطلت أنظمته الإلكترونية خلال اليومين الماضيين.

وبفضل الثغرة التي اكتشفها الشاب تيك، فقد تمكن من تحديد طريقة وقف انتشار الفيروس لينقذ بذلك 99 دولة في مختلف قارات العالم من "كارثة إلكترونية" كادت تكبد الاقتصاد العالمي مزيداً من الخسائر، وتعطل مزيداً من الأنظمة وشبكات الكمبيوتر والحواسيب التي تعمل بها الأجهزة الحكومية الحساسة في تلك الدول.

وقالت جريدة "ميل أون صنداي" البريطانية، إن الشاب الذي يعمل من منزله في قرية صغيرة على الساحل الجنوبي لبريطانيا، أمضى ساعات عدة خلال عطلة نهاية الأسبوع حتى اكتشف نقطة ضعف جوهرية في فيروسات الفدية التي ضربت عشرات آلاف أجهزة الكمبيوتر في العالم، وهو ما أدى به إلى النجاح في إيقافها.

وذكرت الصحيفة أن الشاب أعلن عن اكتشافه على الإنترنت، ونجح في وقف انتشار الفيروس، وهو ما جعله يتلقى الآلاف من رسائل الشكر والتقدير من المستخدمين الذين استفادوا مما توصل إليه.

وقال الشاب للصحيفة البريطانية إنه لم يدرس في الجامعة، ولم يتعلم الكمبيوتر بشكل أكاديمي، حيث حصل على وظيفة في مجال الأمن الخاص قبل التحاقه بالجامعة، وهو ما جعله يفضل الوظيفة على إكمال دراسته، مشيراً إلى أنه يستخدم الكمبيوتر في الألعاب والعمل، ويقضي الكثير من وقته أمامه.

وتابع: "أنا تعلمت الكمبيوتر بشكل ذاتي كلياً بعد أن أدركت متأخراً أن الجامعة ربما لا تستحق المال ولا الوقت المبذول من أجلها".

وأضاف: "أنا أحب تصفح الإنترنت والمواقع الإلكترونية خلال أوقات فراغي"، لافتاً إلى أنه يحب المنطقة التي يعيش فيها بسبب أنها مطلة على البحر.

وكانت سلسلة الهجمات الإلكترونية قد هزت العالم، الجمعة، وأدت إلى تعطيل العديد من أنظمة التشغيل التي تعمل فيها المؤسسات الكبرى والحساسة في العديد من دول العالم، كما أدت إلى تعطيل آلاف أجهزة الكمبيوتر حول العالم أيضاً.