يقولون إن السير في وادي رم يشبه إلى حد كبير السير على سطح القمر، كيف إذا اكتمل المشهد بأن يكون السائح جزءاً من رحلة تاريخية إلى سطح المريخ.بالفعل هذا ما يشعر به السائح في وادي رم جنوبي الأردن حيث يعيش حياة كتلك التي على كوكب المريخ، نظرا لتشابه التضاريس والتربة المائلة للحُمرة عبر نافذة بانورامية لقباب جيوديسية كروية تفتح على إطلالة شاملة على الصحراء، والسماء وظلالها على الأرض.هذه التجربة الفريدة قلما تجدها في العالم، لا سيما عندما تختفي صحراء رم بغروب الشمس، ويحل الظلام وتتلألأ النجوم في السماء، منظر يأسر الناظر إليه داخل القباب البانورامية.ومجرد الإطلالة من داخل القباب على مشهد الطبيعة بما فيها القمر والنجوم والجبال حتى تشعر أنك في عالم آخر، روعة المشهد وسحر الطبيعة عنوان عريض يشد كل من حط رحالة في وادي رم.وتتيح القبة للمقيم فيها رؤية واحد من أجمل مشاهد شروق و غروب الشمس في العالم مع الصخور ذات اللون الوردي والأحمر. وتهدف الفكرة وفقا لمدير المخيم، حسان الدعجة إلى تنشيط السياحة في البلاد من خلال إيجاد أفكار جديدة تلقى رواجا لدى السياح والزائرين.ويقول الدعجة لـ"العربية.نت"، حاولنا نقل كوكب المريخ إلى صحراء رم بواسطة إنشاء هذا المخيم. الخيام هنا تختلف عن تلك الموجودة في المخيمات من ناحية الشكل الهندسي والخدمات المتوفرة والفتحة البانورامية.ويتكون المخيم من 60 خيمة من 4 أنواع منها 20 قبة فضائية بانورامية أنشئت بتعاون بين شركتي "فريدومس" و"صان سيتي كامب" اللتين قامتا بإنشاء المخيم بالقرب من مكان تصوير فيلم "المريخي" " The Martian" الذي صدر العام 2015.وجاءت فكرة القباب الفضائية أصلا بعد تصوير الفيلم، الذي صور داخل وادي رم، وحظي بشهرة عالمية واسعة، ولقيت الفكرة إعجاباً كبيراً من قبل السياح العرب والأجانب، خصوصاً لجمال الطبيعة في المنطقة وغرابة تصميم الغرفة ذات الطابع الفضائي.وفليم المريخي أو "The Martian" هو فيلم خيال علمي أميركي من بطولة الفنان مات ديمون، ويجسد فيه دور رائد فضاء يعتقد أنه مات ويترك على كوكب المريخ وحيداً فيتوجب عليه النجاة في تلك الظروف بالاعتماد على المصادر المحدودة لديه، وتم تصوير أحداثه داخل وادي رم."العربية.نت"، زارت المخيم وخاضت جانبا من التجربة، والتقت عددا من السياح الأجانب، حيث قال أحدهم يدعى بيتر، إنه اختار هذا المكان بالتحديد نظرا لشكل القباب.وتضيف زوجته قائلة: "أشعر كأني أعيش على سطح المريخ، كم هو جميل العيش في الصحراء دون مشاهد مصطنعة وبعيدا عن وسائل التواصل الاجتماعي في العالم الافتراضي". ويعتبر وادي رم من أكثر المناطق السياحية في الأردن التي يأتي إليها السياح من جميع أنحاء العالم، نظراً لطبيعة المكان وسحره.وخلال التجوال في المخيم تصادفنا بعائلة إسبانية جاءت من مدريد، كانت هذه الزيارة الأولى لها إلى الأردن وتحديدا إلى وادي رم، وقال الزوجان "جميل جدا عندما تنام وتشاهد النجوم وسط الهدوء، بل تنصت لصوت الطبيعة، الصحراء في غاية الجمال، لا سيما مع هذا التصميم الفضائي الجميل.وتقول الزوجة يلارنامباص "في الحقيقة هذا الإحساس الفريد لم أشعر به أبدا، لو لم أعلم جيدا أني على سطح الأرض، لقلت إني في كوكب آخر".