نشرت صحيفة "إندبندنت" البريطانية تقريراً حول كيفية قيام الأشخاص غير الصائمين بالتعبير عن تضامنهم واحترامهم للمسلمين الصائمين في شهر رمضان، ذكرت فيه أن شهر رمضان هو شهر معظم في التقويم الإسلامي، ويواكب ذكرى نزول الوحي على الرسول محمد (صلى الله عليه وسلم)، حيث يركز كل مسلم على التحلي بأفضل الصفات خلال الشهر الفضيل، رغم اختبارات ضبط النفس أمام مقاومة الجوع والعطش والإجهاد، يليها الاحتفال في نهاية الشهر بعيد الفطر، على هذا النحو، فكون الصائم مسلماً في بلد لا يكون فيه الجميع صائمين يمكن أن يكون أمراً صعباً بعض الشيء.

وحددت الصحيفة خمسة أشياء يمكن لغير الصائمين القيام بها لإظهار الاحترام والتضامن للمسلمين خلال شهر رمضان، الأول أساسيات بداية شهر رمضان، إذ بدأ شهر رمضان السبت 27 مايو، وهذا التاريخ يتغير سنوياً، حيث إن الشهر الكريم يأتي وفقاً للتقويم الإسلامي القمري، ويبدأ على اللمحات الأولى من هلال القمر.

يستخدم المسلمون السنة عادة تليسكوب لتحديد بقعة زحف الضوء عبر القمر، في حين أن المسلمين الشيعة ينظرون تقليدياً بالعين المجردة. وهذا ما يفسر لماذا يبدأ رمضان في وقت لاحق قليلاً في البلدان ذات الأغلبية الشيعية، مما هو عليه في البلدان ذات الأغلبية السنية. والثاني أن"الصيام" لا يعني اتباع نظام غذائي، يقول بعض المسلمين إنه يحدث خلطاً بشكل ما حول اعتبار رمضان نوعاً من أنظمة "التخلص من السموم" الغذائية (ديتوكس)، ولكن هذا التفسير خاطئ بشأن النطاق الحقيقي لهذا الشهر، فهو ينطوي على الامتناع عن تناول الطعام، ومياه الشرب، والتدخين منذ شروق الشمس حتى غروبها حسب التوقيت المحلي لكل بلد بها الصائم، كذلك الامتناع عن الملذات الحسية والجنسية طوال نهار الشهر بأكمله.

وهناك مظاهر الصيام الروحانية، التي يلتزم بها المسلمون وهي السيطرة على أعصابهم، وعدم الاندفاع وراء الغضب أو محاولة السعي وراء مصالحهم الشخصية الخاصة. والثالث تجنب الجدل مع الأصدقاء المسلمين الصائمين، يقول عديل عارف في منتدى الأسئلة والأجوبة على الإنترنت: "لقد وجدت أن السيطرة على الغضب واللغة (من بين أمور أخرى) أكثر صعوبة أثناء الصيام من أي شيء آخر".

وأضاف "إذا كان بإمكاني أن أطلب من غير المسلمين أي شيء، سيكون مجرد التعامل معنا بمزيد من الصبر، ومحاولة تجنب الدخول في جدل معنا". وأما الرابع فهو أن رمضان ليس بالضرورة تجربة غير سارة، تقول دانيا فاروقي في موقع "كورا" الإلكتروني: "بالنسبة لي وفي كلمة واحدة، إن شهر رمضان هو متعة". وأوضحت أن "الجزء الجيد حقاً هو الإفطار، أي الوجبة التي يتم تناولها عند وقت غروب الشمس بعد انتهاء يوم الصيام.. هو بمثابة عيد".

وفي نهار كل يوم خلال شهر رمضان، يتم إغلاق المطاعم في الدول الإسلامية، ومن ثم تفتح أبوابها للجميع لكسر الصوم معا في نفس ذات اللحظة عند غروب الشمس، بما ينشر بينهم شعوراً من الإخاء والتقرب إلى الله (سبحانه وتعالى).

ويقول مستخدم آخر على موقع "كورا": "يقول الكثير من الناس إن الصيام أمر صعب ولكن في الواقع إنك تعتاد على ذلك". بل تبين أن الصيام خلال هذه الفترات له فوائد صحية، وعلاوة على ذلك فإن أي شخص مريض أو ضعيف له العذر لعدم الصيام.

وخامساً وأخيراً حاول ألا تأكل أو تدخن أو تشرب أمام الصائم، تقول فيززا جعفر على موقع "كورا": "إن ما يمكنك القيام به للمساعدة على ألا تغري (المسلمين الصائمين في رمضان) وذلك عن طريق عدم التحدث عن الطعام اللذيذ، وبالتأكيد لا تدخن أو تشرب أمامهم". وتضيف: "يمكنك أيضاً أن تقوم بطهي أي شيء مناسب لإفطار صديق لك وتحتفل معه باكتمال يوم الصيام الناجح".