تغرق الصين تحت أكوام النفايات الناجمة عن الهدر الغذائي إذ تبلغ مخلفات الطعام نحو 30 كيلوغراما للفرد سنويا، ما أدى إلى زيادة مبادرات تربية الديدان التي تقتات على النفايات ويشكل برازها ما يشبه السماد العضوي الفعال.

في مزرعة واقعة في مقاطعة سيشوان جنوب غرب الصين، تتحرك آلاف الديدان في أوعية فيها بقايا من لحوم وخضار وفاكهة وأرز. وتقول هو رونغ التي تدير هذه المزرعة في بينغشان "في المعدل، يمكن لكل كيلوغرام من الديدان أن يأكل كيلوغرامين من النفايات في أربع ساعات".

وهذه اليرقات هي من نوع "هيرميتيا إيلوسنس" الذي يعيش في القارة الأميركية. وهذه الحشرات معروفة بأنها "بطلة العالم" في التهام البقايا الغذائية والفضلات، وجيف الحيوانات..والمواد العضوية المتحللة بشكل عام. ويقول وانغ جينهوا مدير مؤسسة "شينغوي إنفايرومنت" التي تعتني بفضلات ألفي مطعم في مدينة شينغدو وتنقلها إلى مزرعة هو رونغ "إن وضعت سمكة ميتة في الوعاء، لن يخرج منها سوى هيكلها العظمي".

وتكمن أهمية هذه اليرقات بأنها قادرة على سحب البروتينات والدهنيات من النفايات وإعادتها إلى السلسلة الغذائية. والصين واحدة من الدول الأكثر انفتاحا في هذا المجال، إلى جانب دول أخرى مثل أستراليا وجنوب إفريقيا، حيث تسمح القوانين بإطعام السمك والدجاج المعد للاستهلاك البشري، دودا مغذى على النفايات. لكن الولايات المتحدة أكثر تشديدا على هذا الأمر، وكذلك الاتحاد الأوروبي.

وفقا لكريستوف ديريان الأمين العام للاتحاد الأوروبي لمنتجي الحشرات. - فائدة بيئية ومردود مالي - اعتبارا من يوليو 2017، سيكون ممكنا في الاتحاد الأوروبي إطعام السمك في المزارع ببروتين الحشرات، وسيكون ذلك "خطوة أولى مشجعة، لأن الاتحاد الأوروبي ينفتح شيئا فشيئا".