يقول العلماء إن تناول وجبة إفطار ذات كربوهيدرات عالية تشمل الخبز والجبن والحليب، قد يساعدك على اتخاذ قرارات جيدة طوال اليوم.
ووجد الباحثون أن الذين يتناولون وجبة خفيفة في الصباح يميلون إلى قبول العروض المالية غير العادلة، وأشار العلماء إلى أن صنع القرارات في كثير من الأحيان يتأثر بكميات الكربوهيدرات والبروتين المتواجدة في وجبة الإفطار.
وكان المشاركون في البحث أكثر ميلا لرفض الصفقات غير المربحة عندما كانت وجبة إفطارهم غنية بالكربوهيدرات، ومع ذلك، عندما تناولوا وجبة غذائية منخفضة الكربوهيدرات عالية البروتينات على مائدة الإفطار كانوا أكثر ميلا لقبول مثل هذه الصفقات.
وفي محاولة لتفسير تأثير الغذاء على المزاج، قام الباحثون بقياس تركيز المواد الكيميائية في دم أولئك الذين يتناولون وجبات تحتوي نسبا منخفضة من الكربوهيدرات، والذين يتناولون وجبات غنية بالكربوهيدارت.
ووجد الباحثون من جامعة لوبيك، في ألمانيا، أن الذين تناولوا كميات عالية من الكربوهيدرات يحصلون على مستوى أقل من الحمض الأميني المسمى بلتيروسين، وهو مهم لإنتاج المواد الكيميائية في الدماغ مثل الدوبامين، ما يجعلنا أكثر "رضى" وأكثر سعادة.
فوجود مستويات أعلى من الدوبامين قد يسمح لنا بالابتعاد عن صفقة سيئة، لأننا على ثقة بأننا سنُكافأ في وقت لاحق، لكن مستويات الدوبامين المنخفضة تدفعنا إلى اتخاذ قرار بشأن ما نحن بحاجة إليه.
ولاختبار النظرية الجديدة، طلب الباحثون من جامعة لوبيك، من المشاركين تسجيل ما لديهم على مائدة الإفطار بدقة، ثم طلب منهم المشاركة في "لعبة إنذار"، وهي لعبة بين شخصين، تعتمد على إبرام صفقة مالية.
وتبين أن 53% من الذين تناولوا وجبة إفطار عالية الكربوهيدرات قرروا رفض العروض غير العادلة، بالمقارنة مع 24% من الذين تناولوا وجبة إفطار تحتوي نسبة أقل من الكربوهيدرات.
وتم تقديم وجبة إفطار تتضمن نسبة عالية من الكربوهيدرات والبروتينات والدهون إلى المجموعة الأولى من المشاركين في الدراسة، حيث تحتوي الوجبة على 80% من الكربوهيدرات، و10% من الدهون و10% بروتينات، أما وجبة المجموعة الثانية فكانت تحتوي على 50% من الكربوهيدرات و25% من البروتين و25% من الدهون، وتضمن كل إفطار 850 سعرة حرارية.
وبعد التجربة والمراقبة، توصل الباحثون إلى أن 69% ممن حصلوا على نظام غذائي عالي الكربوهيدرات، رفضوا صفقات سيئة، مقابل 60% ممن تناولوا وجبة إفطار منخفضة الكربوهيدرات، وبذلك يشدد البحث الجديد على أن للمغذيات تأثيرا حادا على قراراتنا الاجتماعية، ولها آثار أخرى على الصحة البدنية.