يروي مصنع السكك الحديد تاريخ فيتنام خلال القرن الأخير، فبعدما أنشأه الفرنسيون خلال مرحلة الاستعمار، استخدم في تصنيع أسلحة خلال الحرب وقاوم الغارات الأمريكية. لكنه شارف اليوم على نهاية حياته.
ويعاني المصنع الذي يمثل مفخرة وطنية جراء النقص المتزايد في الاهتمام في فيتنام كما في بلدان أخرى في جنوب شرق آسيا ازاء السكك الحديد.
تزدحم العنابر الضخمة بمقصورات متروكة لقطارات قديمة صدئة وبقطع من أنواع مختلفة مغطاة بالغبار.
ويستذكر او دوي هيين الذي يعمل في تصليح السكك الحديد "في الماضي كنت أفتخر بالعمل هنا. كان زمن الاقتصاد المدعوم في فيتنام وهذا المصنع كان الأكبر في الهند الصينية". ويضيف خلال استراحة في المصنع الذي لم يبق فيه سوى حفنة من العمال هم خصوصا موظفو تصليحات "كان المكان حديثا جدا سنة 1986 بالمقارنة مع قطاعات أخرى في فيتنام".
هذا المصنع المشيد سنة 1905 كان أول مصنع للقطارات في الهند الصينية (كانت تشمل فيتنام وكمبوديا ولاوس) الذي يجمع محركات ومقصورات قطارات.
واستعاد الفيتناميون هذه المنشأة في الأربعينات وحولوها إلى مصنع للأسلحة مع قاذفات صاروخية من طراز بازوكا وقنابل يدوية للثوار الذين كانوا يحاربون الفرنسيين إلى أن غادروا البلاد سنة 1954.
وتعرض الموقع بعدها للقصف من طائرات أميركية. وبعد حرب فيتنام (1955-1975)، عاد المصنع لتصنيع قطارات وعاش فترة ازدهار في التسعينات قبل التدهور مجددا إذ تراجع إنتاجه بنسبة تفوق 90 % حاليا. ولم يبق سوى قسم تصليح القطارات القديمة في شبكة السكك الحديد الفيتنامية الواسعة التي تعاني وضعا مترديا.
وخلال السنوات الأخيرة في البلاد، حلت الطائرات محل القطارات مع ظهور شركات طيران للرحلات المنخفضة التكلفة تجذب أفراد الطبقة الوسطى الآخذة في التوسع. وبين 2010 و2015، سجل عدد المسافرين ازديادا بأكثر من الضعف في مطارات البلاد ليبلغ 31 مليون شخص سنويا أي ما يقرب من ثلث السكان وفق الإحصاءات الرسمية. أما القطارات فسجل عدد مستخدميها ثباتا عند 11 مليونا. ويوضح النقابي في القطاع نغويين ان توان "بما أن النقل بالسكك الحديد لا يسجل أي تطور، لا يمكن إعادة إطلاق هذه الصناعة لأننا نحتاج لركاب وبضائع للتسليم".
وخلافا للبلدان الآسيوية الأكثر تقدما مثل الصين واليابان، لا يوجد قطارات سريعة في فيتنام. ولا وجود لأي مشروع لنشرها في البلاد حاليا. ولا تزال بعض وكالات السفر تروج لمزايا القطار للسياح الراغبين بالتمتع بتجربة سفر أصلية. غير أن هذا الأمر لا يعني سوى قلة من الناس. وتؤكد وكالة سفر "فيكتوريا اكسبرس تراين" للقطارات عبر موقعها الالكتروني أنها من خلال مركباتها الأنيقة "تذكر بحقبة اكثر رومنسية". وتقترح الوكالة على زبائنها الوصول إلى جبال الألب الفيتنامية من هانوي.
{{ article.visit_count }}
ويعاني المصنع الذي يمثل مفخرة وطنية جراء النقص المتزايد في الاهتمام في فيتنام كما في بلدان أخرى في جنوب شرق آسيا ازاء السكك الحديد.
تزدحم العنابر الضخمة بمقصورات متروكة لقطارات قديمة صدئة وبقطع من أنواع مختلفة مغطاة بالغبار.
ويستذكر او دوي هيين الذي يعمل في تصليح السكك الحديد "في الماضي كنت أفتخر بالعمل هنا. كان زمن الاقتصاد المدعوم في فيتنام وهذا المصنع كان الأكبر في الهند الصينية". ويضيف خلال استراحة في المصنع الذي لم يبق فيه سوى حفنة من العمال هم خصوصا موظفو تصليحات "كان المكان حديثا جدا سنة 1986 بالمقارنة مع قطاعات أخرى في فيتنام".
هذا المصنع المشيد سنة 1905 كان أول مصنع للقطارات في الهند الصينية (كانت تشمل فيتنام وكمبوديا ولاوس) الذي يجمع محركات ومقصورات قطارات.
واستعاد الفيتناميون هذه المنشأة في الأربعينات وحولوها إلى مصنع للأسلحة مع قاذفات صاروخية من طراز بازوكا وقنابل يدوية للثوار الذين كانوا يحاربون الفرنسيين إلى أن غادروا البلاد سنة 1954.
وتعرض الموقع بعدها للقصف من طائرات أميركية. وبعد حرب فيتنام (1955-1975)، عاد المصنع لتصنيع قطارات وعاش فترة ازدهار في التسعينات قبل التدهور مجددا إذ تراجع إنتاجه بنسبة تفوق 90 % حاليا. ولم يبق سوى قسم تصليح القطارات القديمة في شبكة السكك الحديد الفيتنامية الواسعة التي تعاني وضعا مترديا.
وخلال السنوات الأخيرة في البلاد، حلت الطائرات محل القطارات مع ظهور شركات طيران للرحلات المنخفضة التكلفة تجذب أفراد الطبقة الوسطى الآخذة في التوسع. وبين 2010 و2015، سجل عدد المسافرين ازديادا بأكثر من الضعف في مطارات البلاد ليبلغ 31 مليون شخص سنويا أي ما يقرب من ثلث السكان وفق الإحصاءات الرسمية. أما القطارات فسجل عدد مستخدميها ثباتا عند 11 مليونا. ويوضح النقابي في القطاع نغويين ان توان "بما أن النقل بالسكك الحديد لا يسجل أي تطور، لا يمكن إعادة إطلاق هذه الصناعة لأننا نحتاج لركاب وبضائع للتسليم".
وخلافا للبلدان الآسيوية الأكثر تقدما مثل الصين واليابان، لا يوجد قطارات سريعة في فيتنام. ولا وجود لأي مشروع لنشرها في البلاد حاليا. ولا تزال بعض وكالات السفر تروج لمزايا القطار للسياح الراغبين بالتمتع بتجربة سفر أصلية. غير أن هذا الأمر لا يعني سوى قلة من الناس. وتؤكد وكالة سفر "فيكتوريا اكسبرس تراين" للقطارات عبر موقعها الالكتروني أنها من خلال مركباتها الأنيقة "تذكر بحقبة اكثر رومنسية". وتقترح الوكالة على زبائنها الوصول إلى جبال الألب الفيتنامية من هانوي.