تعرضت الباكستانية مختار ماي لاغتصاب جماعي في قريتها قبل خمسة عشر عاما ، لكنها واجهت هذه المأساة بشجاعة جعلتها بطلة عرض أوبرا مستوحى من قصتها حضرته قبل أيام في لوس أنجليس.
وروت ماي لمراسل وكالة فرانس برس بعد انتهاء العرض "ثامببرينت" الذي قدم للمرة الاولى في لوس أنجليس مساء الخميس "كنت شديدة التأثر حين بدأ العرض وبدأت أستعرض المأساة في ذهني".
وأضافت متحدثة بلغة أوردو "لكن مع مرور فصول الأوبرا أصبحت الأمور أسهل وشعرت بأني شجاعة". وهذا العمل الأوبرالي من تأليف الهندية الأميركية كامالا سانكارام، وهو يروي حادث اغتصاب هذه الشابة في العام 2002 حين كانت في الثانية والعشرين من العمر، و قرارها بعد ذلك بملاحقة المعتدين عليها أمام القضاء، وهو إصرار قلما تُقبل عليه الفتيات في باكستان، حيث تسود ثقافة الصمت منعا للفضيحة، وحيث تفضّل نساء كثيرات أن يقتلن أنفسهن على أن يعشن في وصمة العار التي يحكم بها عليهن مجتمعهن المحافظ.
سافرت مختار ماي من قريتها ميروالا النائية في باكستان الى الولايات المتحدة. لكن القصة كما ترويها الأوبرا تختلف بعض الشيء عما جرى في الحقيقة. فعلى خشبة المسرح يُحكم على المعتدين بالإعدام، أما في الحقيقة فإن المعتدين ينعمون بالحرية بعدما أبطلت محكمة الاستئناف الحكم بإدانتهم. فقد اغتصبت الفتاة بناء على حكم من مجلس القرية، وذلك لغسل العار المنسوب ظلما إلى شقيقها البالغ من العمر حينها 12 عاما فقط.
وتقول "الشبان الذين اغتصبوني يعيشون قبالة منزلي، وأحاول أن أتجنب اللقاء بهم في الطريق". وتضيف "حين أصادفهم يسخرون مني". تلقت الشابة بعض الأموال على سبيل التعويض، وقررت أن تستخدمها في فتح مدارس وبيت رعاية للنساء في قريتها. - غياب العدالة - ومن المفارقات أن عددا من أبناء الرجال الذين اغتصبوها يرتادون مدارسها، وأيضا عدد من بنات أعضاء المجلس المحلي الذي حكم عليها بالاغتصاب. وتقول "يشعر بعض أبناء عائلتي بالغضب، لكنني أُفهمهم أنه لا يمكنني أن أرفض أحدا في المدرسة، لأن المدرسة وُجدت ليستفيد منها الكل هنا".
تزوجت ماي في العام 2009، وهي الآن أم لثلاثة أطفال، وهي تدرك أن ما جرى معها شجّع كثيرات غيرها على الدفاع عن أنفسهن والمطالبة بحقوقهن. لكنها لا تعقد الكثير من الأمل على أن يردّ لها القضاء حقّها يوما ما.
وتقول "الرجال الأربعة الذين اغتصبوني وزعيما القرية اللذان أعطيا الأمر بذلك ما زالوا ينعمون بالحرية". وتقرّ أيضا بأنها تعبت من أن تكون المرأة التي يشير إليها كل الناس، فيما يعيش المعتدون عليها بسلام ولا يبدو أنهم سيدفعون ثمن جرمهم يوما ما.
وتؤكد ماي أنها تتلقى رسائل تهديد كل يوم على هاتفها وعلى "فيسبوك"، وأنها تشعر بالقلق على سلامة أطفالها. وتضيف "أبلغت الشرطة عن 35 تهديدا من هذا النوع، ولم يقبض سوى على شخص واحد فقط، ثم أطلق سراحه من دون قيد أو شرط!".
{{ article.visit_count }}
وروت ماي لمراسل وكالة فرانس برس بعد انتهاء العرض "ثامببرينت" الذي قدم للمرة الاولى في لوس أنجليس مساء الخميس "كنت شديدة التأثر حين بدأ العرض وبدأت أستعرض المأساة في ذهني".
وأضافت متحدثة بلغة أوردو "لكن مع مرور فصول الأوبرا أصبحت الأمور أسهل وشعرت بأني شجاعة". وهذا العمل الأوبرالي من تأليف الهندية الأميركية كامالا سانكارام، وهو يروي حادث اغتصاب هذه الشابة في العام 2002 حين كانت في الثانية والعشرين من العمر، و قرارها بعد ذلك بملاحقة المعتدين عليها أمام القضاء، وهو إصرار قلما تُقبل عليه الفتيات في باكستان، حيث تسود ثقافة الصمت منعا للفضيحة، وحيث تفضّل نساء كثيرات أن يقتلن أنفسهن على أن يعشن في وصمة العار التي يحكم بها عليهن مجتمعهن المحافظ.
سافرت مختار ماي من قريتها ميروالا النائية في باكستان الى الولايات المتحدة. لكن القصة كما ترويها الأوبرا تختلف بعض الشيء عما جرى في الحقيقة. فعلى خشبة المسرح يُحكم على المعتدين بالإعدام، أما في الحقيقة فإن المعتدين ينعمون بالحرية بعدما أبطلت محكمة الاستئناف الحكم بإدانتهم. فقد اغتصبت الفتاة بناء على حكم من مجلس القرية، وذلك لغسل العار المنسوب ظلما إلى شقيقها البالغ من العمر حينها 12 عاما فقط.
وتقول "الشبان الذين اغتصبوني يعيشون قبالة منزلي، وأحاول أن أتجنب اللقاء بهم في الطريق". وتضيف "حين أصادفهم يسخرون مني". تلقت الشابة بعض الأموال على سبيل التعويض، وقررت أن تستخدمها في فتح مدارس وبيت رعاية للنساء في قريتها. - غياب العدالة - ومن المفارقات أن عددا من أبناء الرجال الذين اغتصبوها يرتادون مدارسها، وأيضا عدد من بنات أعضاء المجلس المحلي الذي حكم عليها بالاغتصاب. وتقول "يشعر بعض أبناء عائلتي بالغضب، لكنني أُفهمهم أنه لا يمكنني أن أرفض أحدا في المدرسة، لأن المدرسة وُجدت ليستفيد منها الكل هنا".
تزوجت ماي في العام 2009، وهي الآن أم لثلاثة أطفال، وهي تدرك أن ما جرى معها شجّع كثيرات غيرها على الدفاع عن أنفسهن والمطالبة بحقوقهن. لكنها لا تعقد الكثير من الأمل على أن يردّ لها القضاء حقّها يوما ما.
وتقول "الرجال الأربعة الذين اغتصبوني وزعيما القرية اللذان أعطيا الأمر بذلك ما زالوا ينعمون بالحرية". وتقرّ أيضا بأنها تعبت من أن تكون المرأة التي يشير إليها كل الناس، فيما يعيش المعتدون عليها بسلام ولا يبدو أنهم سيدفعون ثمن جرمهم يوما ما.
وتؤكد ماي أنها تتلقى رسائل تهديد كل يوم على هاتفها وعلى "فيسبوك"، وأنها تشعر بالقلق على سلامة أطفالها. وتضيف "أبلغت الشرطة عن 35 تهديدا من هذا النوع، ولم يقبض سوى على شخص واحد فقط، ثم أطلق سراحه من دون قيد أو شرط!".