تشوه جرافات المنقبين عن الذهب في جزيرة سومطرة الإندونيسية الطبيعة في ظل انتشار المناجم غير القانونية والاتجاه السائد لدى الباحثين عن المعدن الأصفر وهم بغالبيتهم من الفقراء نحو المجازفة، في آفة بدأت السلطات الاندونيسية التصدي لها أخيراً بخطوات خجولة.

وفي مقاطعة جامبي، تخلى عمال كثيرون عن وظائفهم ذات المردود الضئيل في مزارع المطاط لخوض غمار البحث عن الذهب خلافاً للقانون أملاً في كسب الرزق بشكل أفضل، على غرار ايوان.

ومنذ عامين، يجمع إيوان البالغ من العمر 43 عاما قطع المعدن الأصفر على ضفاف نهر تابير غير أن ظروف حياته لم تتحسن كثيرا.

ويروي إيوان لوكالة فرانس برس "ثمة أيام لا نجد خلالها الذهب، لكن الوضع أفضل من العمل في مزرعة للمطاط".

وفي أشهر الخير، يمكن أن يصل مردوده من التنقيب عن الذهب إلى 10 ملايين روبية (750 دولاراً) بعد حسم كل التكاليف خصوصاً استئجار الجرافة ودفع أتعاب الأشخاص الستة الذين يعملون معه.

وفي جامبي في وسط سومطرة، ظهرت مناجم الذهب غير القانونية سنة 1997 وشهدت طفرة حقيقية خلال السنوات الأخيرة، وهناك 100 موقع تعرضت الغابة بسببهم للتهشيم وتدهورت الحياة البرية.

وقرب أحد الأنهر، يحفر رجال آبارا قليلة العمق من دون أن يقلق أحد راحتهم، أما آخرون كإيوان فيفيدون من الإفلات من العقاب للمجيء مع حفارات يتزايد عددها في هذه المنطقة المشوهة جراء المناجم المقامة في الهواء الطلق.

ولا يملك كثيرون من هؤلاء المنقبين عن الذهب أي مورد آخر، حيث يواصلون التدفق رغم المخاطر والحوادث القاتلة المتكررة والأضرار الصحية الناجمة عن استخدام الزئبق لاستخراج الذهب.

ويسبب إحراق الزئبق مع معادن خام أخرى لاستخراج المعدن الأصفر حالات رجفة وسعال دائم بسبب تنشق الدخان.

وبدأت السلطات في جامبي التصدي لهذه الأنشطة غير القانونية قبل عامين مع زيادة عمليات التفتيش خلال الأشهر الأخيرة وعمليات مباغتة للشرطة.

وتصطدم قوات الأمن بخطوات انتقامية عنيفة، حيث في العام الماضي تم إحراق مركز للشرطة في جامبي بعد توقيف أشخاص ضالعين في تجارة للذهب المتأتي من منجم غير قانوني.