لا أحد يحب أن ينسى اسم شخص ما، أو أن ينسى أين وضع مفاتيحه أو لماذا دخل غرفة ما بعينها.. فطبيعي أن أي شخص يرغب في أن يتمتع بذاكرة جيدة وألا ينسى أي شيء.

إلا أنه يبدو أن هناك بعض الفوائد الذهبية للنسيان، بحسب مقال الكاتبة الأميركية إليز مورو بموقع "كير 2" المعني بالصحة.

فالنسيان يجلب قدراً لا بأس به من المواقف المحرجة والمضايقات، ولكن دراسة جديدة نشرت في الدورية العلمية "نيورون Neuron" تزعم أنه على الرغم من أن المخ لديه مساحة كبيرة لتذكر كل ما نمر به في حياتنا، فإنه لا يزال يعمل بطريقة تجعلنا ننسى بعض المعلومات.

ولك أن تصدق أو لا تصدق.. فإن النسيان ينفعنا في الواقع بطرق مختلفة ومتنوعة:

1 - تكييف التجارب جديدة

إن المعلومات التي يستوعبها المخ خلال تجربة حدثت منذ أيام أو أسابيع أو شهور أو سنوات قد لا تكون مناسبة للوقت الحالي أو في المستقبل.

فقد أثبتت دراسة سابقة، أجريت على الفئران، أن تذكر الأشياء التي حدثت في الماضي تذكرا جيدا قد يعيق المخ عن التفكير فيما يناسب الوقت الحالي. أما نسيان بعض التفاصيل من التجارب الماضية، فقد يؤدي إلى أن يبدأ المخ في اتخاذ قرارات تناسب المواقف والوقت الحالي.

2 - أكثر كفاءة

قد ينسى المخ الكثير من المعلومات الخاصة بتجارب سابقة، إلا أنه يحتفظ أيضاً بالعديد من التفاصيل الرئيسة التي يمكن التوصل إليها بسرعة عندما تواجه وضعاً مماثلاً مرة أخرى.

على سبيل المثال، قد تنسى تماماً الخطوات الدقيقة لوصفة ما قمت بطهيها على العشاء في الأسبوع الماضي، ولكنك قد تكون قادراً على تذكر معظم أو ربما جميع المكونات التي تحتاج لشرائها من محل البقالة في طريق عودتك من العمل إلى البيت، وفي هذه الحالة ستكون قادرا على إعداد تلك الوصفة على العشاء مرة أخرى.

3 - اتخاذ قرارات أفضل

بدلاً من العمل مثل خزانة ملفات كبيرة ممتلئة بكم معلومات تتساوى في أهميتها، فإن الذاكرة تعمل بحسب قائمة أولويات، حيث تبقي الأشياء الهامة في مقدمة القائمة، بينما تدفع بالأشياء غير المهمة إلى ذيل القائمة (ليتم التخلص منها في نهاية المطاف).

إن نسيان المعلومات غير المهمة يسمح للمخ بالتركيز على المعلومات التي من شأنها أن تساعد على اتخاذ أفضل القرارات في المستقبل.

4 - التفكير بشكل إبداعي

لكي تكون أكثر إبداعاً، قد يكون على مخك أن يتخلى عن المعلومات التي تعوق حركتك.

ففي دراسة ذات صلة، عُرضت على المشاركين الاستخدامات الخاصة ببعض الأغراض المنزلية (على سبيل المثال استخدام أوراق الصحيفة: للتنشيف أو لتغليف هدية أو لإشعال النار أو كمفرش للمائدة.. إلخ).

وطُلب من المشاركين، في أول تجربة، قضاء بعض الوقت في دراسة الاستخدامات المعتادة الخاصة بتلك الأغراض المنزلية.

ثم طُلب منهم، في التجربة الثانية، قضاء دقيقة واحدة في التفكير في استخدامات جديدة لتلك الأغراض.

وكانت النتيجة أن المشاركين تذكروا عدداً قليلاً من الاستخدامات الأصلية للأغراض المنزلية أثناء التجربة الثانية (التفكير في استخدامات جديدة).

والمثير للإعجاب هو أن المشاركين الذين نسوا ما درسوه حول الاستخدامات الأصلية للأغراض، هم من قدموا اقتراحات إبداعية حول الاستخدامات الجديدة للأغراض.

إن النسيان هو جزء من الحياة، ولكن يمكنك أن تساعد على الحفاظ على مخك وذاكرتك في حالة صحية طيبة من خلال البدء في مراجعة نمط حياتك، مثل نظامك الغذائي.