وكتبت المجلة في مقدمة المقال الذي كتبه عبد الحليم أن "قلب عبد الحليم حافظ ليس سراً مغلقاً كما يعتقد الجميع، إنه قلب فنان.. أحب.. وبكى، عواطفه المتدفقة تجمعت كلها فكانت هذا الإنسان الرقيق الذي تبسم وهو ينادي: على قد الشوق.. وتبكي معه وهو يغني يا قلبي خبي".
وقال العندليب في مقاله: "ليست صناعتي الكتابة، كما أن الحب لم يكن حرفة قلبي، ومع هذا فإنني أكتب هذه السطور، وهي ليست قصة بالمعنى الذي اتفق الناس عليه، ولكنها أحاسيس عشتها، واليوم أسجلها".
وأضاف عبد الحليم: "وبدأت هذه القصة – أقصد هذه الأحاسيس – ذات مساء.. مساء بعيد، منذ 5 أعوام، أي في العام 1950 كنت إذ ذاك أتردد على معهد الموسيقى، ولم أكن قد عُرفت كمطرب أو كممثل في الوسط الفني وبين الجمهور على النطاق الذي أُعرف به الآن، وكانت هي نقطة التحول في حياتي.. كانت جارتي في مقعد الترام (..) لم تكن عيناها الجميلتان خضراوين، ولم يكن فيها من جمال الجسد قدر ما كان فيها من جمال الروح، وكنت فناناً أعشق هذا الجمال".
ولم يكن يدري العندليب "أشعرت بي هذه الإنسانة أم لم تشعر؟ وهل حدث أن أحست بوجودي أم أن كل ما كنت أتصوره لم يكن أكثر من وهم؟ ولكن هذه الصبية استطاعت أن تعلمني كيف أبحث وكيف أنظر؟ ولكن أي انتظار وأي بحث إن مجلسنا معاً كلانا قريب من الآخر كان يهز جسدي هزًا؟ فأهيم لحظات تطول تطول، حتى أصل إلى مكان هبوطي فأغادر الترام".