يمارس محمد عبدالكريم تجارة المسابيح في محله بالمنامة منذ 19 سنة، ويرى أن الإقبال عليها يزداد ولا ينقص، خصوصاً مع وجود هواة "جمع المسابيح" الذين يبحثون عن أنواع نادرة من الأحجار، فهؤلاء مستعدون لدفع مبالغ مالية كبيرة للحصول عليها.
وتحتوي المسابيح خامات طبيعية جميلة أشهرها الكهرمان ويتراوح سعره بين 100 و300 دينار حسب الوزن، والمتداول منه نوعان الكهرمان الأصلي وبودرة الكهرمان التي تتميز برائحة فواحة عطرة. وهناك خام "اليسر" وهو من الأنواع الرخيصة وعادة ما يطعم بالكهرمان والفيروز والفضة وتتراوح أسعاره بين 9 و11 ديناراً.
وأنواع أخرى عديدة مثل الكوك واللؤلؤ والفيروز والمستكة. ويقول عبدالكريم إن الأحجار تستورد من الهند وبلجيكا وتركيا وإيران وباكستان ودول أخرى.
مسابيح الأعياد والمناسبات
بدر عيسى (23 عاماً) أحد هواة جمع المسابيح يعتبر المسباح "كشخة" من الكماليات لا تختلف عن الخاتم والساعة والقلم، إذ اعتاد وجود المسباح في يده خصوصاً عند ارتدائه الثوب والغترة. يقول بدر إن "التسبيح ليس الغرض الأساسي من المسباح، فذكر الله تعالى لا يتعلق بوجود مسباح في اليد"، مضيفاً "أملك الكثير من المسابيح فقبل كل عيد أحاول اقتناء مسباح جديد حسب الميزانية".
يخالفه معاذ محمد (30 عاماً) فيرى أن التسبيح عادة ارتبطت بالمسباح، يقول "وجود المسباح في يدي يذكرني بالتسبيح وذكر الله تعالى في كل وقت كما أنه يشغل ساعات انتظار طويلة نعيشها كل يوم". ومع ذلك فإن الأحجار المختلفة والألوان المتعددة للمسابيح تجعل معاذاً يقتني الجميل منها بين فترة وأخرى، فهو يحمل المسباح طوال العام لا في الأعياد فقط.
المسابيح في يد الآباء
أما يوسف صقر (37 عاما) فورث عادة "حمل المسباح" من والده الذي أخذه من أجداده. يقول يوسف "منذ صغري لم أرَ يد أبي تخلو من المسباح. وعندما بلغت الحادية العشرة أهداني والدي أول مسباح خاص بي لتوريثي هذه العادة وكان من خام الكهرم الأصلي".
ويضيف "إن المسباح لترطيب اللسان بذكر الله لكنه يصبح عادة مع التقدم بالعمر (..) اليوم أقتني مجموعة كبيرة من المسابيح بمختلف الخامات وعادة أحمل الخامات الأكثر سعراً وتميزاً في المناسبات والأعياد تاركاً البقية للأيام العادية".