في محل صغير لا يتجاوز عرضه المترين بالرفاع الشرقي يجلس محمد يوسف وسط أدواته المعدنية وجلوده مختلفة الأحجام والألوان، يتذكر ربما تلك الأيام التي كانت فيها مهنته مزدهرة، يحتاجها كل من يشتري حقيبة أو حذاء مصنوعاً من الجلود الغالية حين تتعرض مقتنياته للعطب.
يعمل محمد الباكستاني الجنسية "خرازاً" منذ 20 سنة، حين كان يعمل في "القرب" و"عكاك الدهن" و"خباء البنادق" و"المحازم". فيما يقتصر عمله اليوم على الأحذية والحقائب.
مع توسع الأسواق المحلية والعالمية وتنوع المنتجات الجلدية الصناعية وتوفرها بجميع الأنواع وبأرخص الأثمان، بدأت مهنة الخرازة تنقرض، وبقي بعض من امتهنوها يصارعون الزمن للبقاء.
يقول محمد "إنها مصدر رزقي. هناك العديد من الأشخاص الذين يأتون إلى محلي منهم من يريد تصليح حذائه ومنهم من يريد خياطة حقيبة جلدية". ويتقاضى محمد من دينار إلى 3 مقابل إصلاح المنتجات الجلدية، لكنه لا يعمل إلا على الأحذية والحقائب الأصلية تاركاً المنتجات الأخرى للأسواق الحديثة.