ولفتت بهذا الخصوص مجلة نيوزويك الأميركية إلى أن هناك أكثر من 15.5 مليون أميركي يعيشون اليوم، ولديهم تاريخ سابق مع مرض السرطان، واتضح أن 60 % منهم على الأقل يخضعون لعلاجات خاصة بالمشكلات الجنسية على المدى البعيد.
وما هو أسوأ من ذلك، بحسب المجلة، هو أن الخُمس فقط من الأشخاص الذين ينجون من مرض السرطان هم الذين يقررون في الأخير الاستعانة بخبير رعاية صحية للحصول على المساعدة في ما يتعلق بمشكلاتهم الجنسية الناجمة عن علاج السرطان.
وفي مقابلة أجرتها مع المجلة، أكدت ليزلي شوفر، وهي طبيبة نفسية تعد من الأطباء الرواد الذين يساعدون المرضى الناجين من السرطان على صعيد الخصوبة والصحة الجنسية، أن الجنس هو الموضوع الجدلي الذي يفرض نفسه على العلاقة بين المريض والطبيب، ورغم إدراك الجميع لأهميته، لكن لا يود أحد التطرق إليه.
وفي معرض ردها على السؤال المتعلق بالطريقة التي تؤثر بها علاجات السرطان على الحياة الجنسية، قالت ليزلي إن كثيراً من علاجات السرطان تضر ببعض النظم التي يحتاجها الأشخاص لينعموا بحياة جنسية سوية، فهناك علاجات تضر بمستويات الهرمونات، وهناك جراحات تتم في منطقة الحوض تتسبب في إزالة أجزاء من الجهاز التناسلي أو تضر بالأعصاب والأوعية الدموية المرتبطة بالاستجابة الجنسية. كما أن الإشعاع الذي يتعرض له بعض المرضى في منطقة الحوض يؤدي إلى خفض تدفق الدم إلى منطقة الأعضاء التناسلية لدى الرجال والسيدات.
وبخصوص ما يحدث لامرأة سنها 35 عاماً مصابة بسرطان الثدي، على سبيل المثال، أوضحت ليزلي أنه وحتى إن كان الورم موضعياً، فإن الأطباء يميلون لإخضاعها لعلاج كيميائي، وهو ما يزيد من خطر تعرض المرأة لانقطاع طمث دائم. كما أنها تكون معرضة بشكل كبير لخطر الإصابة بهشاشة العظام في تلك السن الصغيرة. وإذا كانت غير متزوجة ولم تنجب أطفالاً بعد، فإنها قد تصاب بالعقم، وهو ما يفرض عليها اتخاذ قرار سريع بضرورة تجميد بويضاتها قبل بدء العلاج الكيميائي.
وبخصوص ما يحدث لرجل عمره 60 عاماً مصاب بسرطان البروستاتا، قالت ليزلي إن كثيراً من الرجال يبدأون مواجهة مزيد من الصعوبات على صعيد الانتصاب، وتصبح الأمور أكثر صعوبة بالنسبة لهم بعد الخضوع لجراحة استئصال البروستاتا. ولا يقوى على استعادة الانتصاب مثلما كان قبل الجراحة سوى ربعهم فقط. ورغم وجود علاجات متنوعة، مثل الفياغرا وغيرها من الحبوب الدوائية، إلا أن معظم الرجال لا يستفيدون كثيراً في أعقاب خضوعهم لجراحة استئصال البروستاتا.
وعن رأيها في عدم جاهزية كثيرين لتحمل تلك الآثار الجانبية التي تصاحب العلاجات الخاصة بمرض السرطان، أشارت ليزلي إلى أن المرضى يفقدون تركيزهم وربما اهتمامهم بالحياة الجنسية وسط زخم المعلومات والحقائق التي يتلقونها من الطبيب عن حالتهم المرضية والعلاجات الإشعاعية، الجراحية أو الكيميائية.
وأضافت ليزلي أن المرضى مطالبون بالتزام قدر كافٍ من الشجاعة كي يستفسروا من أطباء الأورام المعالجين لهم، عن تداعيات العلاجات التي يخضعون لها وتأثيراتها على قدراتهم الجنسية وعلاقاتهم الحميمة ومدى جودة حياتهم بشكل عام.