أشار تقرير نشرته صحيفة الغارديان البريطانية إلى بدء تزايد أعداد المعدات التي تستخدم في اختبار الجينات بالمنزل، حيث بدأت تظهر ماركات منها 23andMe, DNAFit, Thriva, MyHeritage DNA و Orig3n.
وأضافت الصحيفة حسب تقرير نشرته (إيلاف) إلى أن تلك المعدات تبشر بواقع مستقبلي مختلف على كافة الأصعدة والمستويات، حيث ينتظر أن تساهم في كشف أسرار الجينومات الخاصة بالأشخاص، وتشرح بشكل مختلف كل شيء بدءًا من النسب، الأوجه المختلفة للإنسان البدائي، المعلومات الحيوية للياقة البدنية، فقدان الوزن، العناية البشرة وانتهاءً بالميول الوراثية الأكثر عشوائية، أبعاد شحمة الأذن أو مدى كثافة شمع الأذن.
وما هو أكثر إثارةً للجدل هو أن بعضاً من تلك المعدات يمكنها إخبار الأشخاص بالجوانب البيولوجية عبر قياس طول التيلوميرات (وهي عبارة عن بنايات صغيرة تعني بتوفير الحماية لنهايات الكروموسومات). وهناك اختبارات أخرى، مثل as 23andMe، يمكنها التنبؤ بتزايد احتمالات الإصابة ببعض الأمراض الخطرة التي من بينها التصلب المتعدد، الزهايمر، الشلل الرعاش، وكذلك الاختبار الخاص بمرض سرطان الثدي والمبيض الذي أصيبت به أنجلينا جولي واضطرت بسببه للخضوع لعملية استئصال وقائية لكلا الثديين ولجراحة أخرى لاستئصال مبيضيها كذلك.
ومضت الغارديان تشير في هذا السياق إلى أن تلك الاختبارات من السهل اجرائها بالمنزل، حيث أن المسألة مرتبطة بتجميع عينات الأشخاص في المنزل، ملء استبيانات قصيرة وأساسية، نشر كامل البيانات ومن ثم التسجيل بمواقع تفاعلية لضمان سرية النتائج. وهناك بعض الأفراد، مثل أنجلينا جولي، لديها نوعية التواريخ الأسرية التي تجعلهم يقلقون بشأن حالاتهم الصحية، ومع هذا، فإنه ومع بدء اتضاح الأمور، قد يُنصَح هؤلاء الأشخاص بضرورة استشارة الأطباء بالطريقة العادية.
ورغم التأكيد على جدوى وأهمية تلك المعدات من الناحيتين العلمية والطبية، لكن الغارديان لم تغفل في حديثها الإشارة الى تداعياتها من الناحية الأخلاقية وكذلك مدى جاهزية الأشخاص لتقبل وتفهم ما قد تكشفه لهم تلك المعدات من نتائج قد تحمل في طياتها بعض الأخبار السيئة لحالاتهم الصحية وما قد ينتابهم من ذعر، ارتباك وقلق.
وتابعت الصحيفة بنقلها في هذا الإطار عن هاميش غريرسون، المؤسس المشارك لعلامة Thriva، قوله إن تلك العلامة التجارية متخصصة في نمط الحياة وهي من الوسائل التي تتيح للأشخاص فرصة مشاهدة أنفسهم على أنهم مستهلكون وليسوا مرضى.
وقالت مارغريت مكارتني، وهي طبيبة ومؤلفة كتاب The Patient Paradox، إن هناك مشكلة أساسية بالنسبة لمعدات الاختبارات الجينية المنزلية في حد ذاتها، وأضافت " فما أخشاه هو أن تُطرَح أعداد متزايدة من تلك الاختبارات، وأن يتم إقناع الأشخاص بضرورة إجرائها، وأن يتحصلوا في الأخير على نتائج غالبًا ما تكون بلا قيمة ومشكوكاً في جدواها. وغالباً ما يُطلَب من الأشخاص استشارة أطبائهم، وهو ما يضع ضغوطاً مباشرة على جهاز الخدمة الصحية الوطنية NHS من دون أي كلفة على الشركة المطورة للاختبار. والمشكلة هي أن الشركات التي تطور الاختبارات تحقق الأرباح ثم تختفي وبعدها تترك جهاز الخدمة الصحية الوطنية يتعامل مع كل التداعيات التي تنتج عن تلك الاختبارات، وهو ما يجعلني أتساءل: لما يتعين على جهاز الخدمة الصحية أن يحل المشكلات التي تُسَبِّبُها تلك الشركات؟".
وأشارت مارغريت إلى أن الأشخاص القلقين غالباً ما يتصلون بها ويؤكدون لها ندمهم على إجراء تلك الاختبارات، وأنها تنصحهم بإمكانية الاستغناء عنها من خلال الحفاظ على حيويتهم ونشاطهم، الإكثار من تواجدهم على مواقع التواصل الاجتماعي، انجاز العمل المحبب لنفوسهم، تجنب التدخين وشرب الخمور، الحفاظ على أوزانهم بعيداً عن البدانة أو النحافة والإكثار من تناول الخضروات والفواكه الطازجة.