الـ"بيغميون" شعب يملك أقصر قامة في العالم، ويستوطن غابات بدول أفريقيا الغربية والوسطى القريبة من المحيط الأطلسي، ويلفت الأنظار حوله من خلال نمط الحياة البدائية لأفراده. وأطلق الأوروبيون على الـ"بغيمي" اسم "بيغما"(pigme)، التي تعني باليونانية (القزم)، ويبلغ متوسط طول الـ"بيغمي" 120 سم، فيما يتفوق طول الرجال على النساء بـ 10 سم.
ورغم مرور 5 آلاف سنة، مايزال شعب الـ"بيغمي" في غابات قريبة من المحيط الأطلسي، فيما لا توجد معلومات مؤكدة عن المناطق التي قدموا منها إلى إفريقيا. ويتميز الـ"بيغمي" في أفريقيا عن غيرهم من المجتمعات، ويتّصف بقامة نحيفة مغطاة بشعر رفيع، وشعر مجعّد، وعيون وفكوك واسعة، وأنوف مستقيمة.
وتقدر أعدادهم في الوقت الراهن بـ 120 ألف نسمة، ويستوطن قسم كبير منهم منطقة غابات قريبة من المحيط الأطلسي في الكاميرون، فيما يعيش آخرون برواندا، وبوروندي، وجمهورية أفريقيا الوسطى، وجمهورية الكونغو الديمقراطية، وزامبيا، وهناك مجموعة صغيرة من الأقزام في الغابون وأنغولا أيضاً. ويعيش الـ"بيغميون"، ضمن مجموعات صغيرة في خيام مصنوعة من أغصان شجرة الخيزران، ومغطاة بأوراق أشجار أخرى، ولا يحبون التواصل مع الأجانب أو حتّى قيام الآخرين بالتقاط صورهم. ولا يربّون من الحيوانات الأليفة سوى الكلب، ولا يهتمّون بالزراعة لكونهم يغيّرون منطقة سكنهم باستمرار. كما يقضي شعب الـ"بيغمي"، القسم الأكبر من أوقاتهم في الصيد، وجمع الفاكهة والنباتات، ولا يملكون النقود ويستخدمون نظام المقايضة في تأمين ما يحتاجونهم فيما بينهم.
ويمارس أفراده عدّة رياضات مثل السباق وتعلم الصيد وتسلق الأشجار، ويقسمون العمل فيما بينهم لتلبية احتياجاتهم اليومية. وعن لغتهم، يتحدث شعب الـ"بيغمي" لغة خاصة بهم تسمى "مابيّ" (Mabea)، كما أنّهم يمتلكون ثقافة خاصة بهم تنتقل من جيل إلى آخر. وعن العادات المتبعة في الزواج، يتزوّجون من خارج القبيلة، ويُندر عندهم تعدّد حالات الزوجات.
ومن الـ"بيغميين"، من اعتنق الإسلام أيضاً، حيث توجد قرية مسلمة وحيدة تسمى بـ"ماكورة"، مبنية في منطقة حراجية بالقرب من مدينة "كريبي" في الكاميرون، يعتنق كامل سكانها الدين الإسلامي.
ويعبد الـ"بيغمي"، إلهاً يطلقون عليه اسم "كومبا"(Komba)، ويؤمنون باستمرار الحياة ما بعد الموت، ويعتقدون أنّ أرواح الأجداد تنتقل في كلّ مكان.
وبدأت حكومة الكاميرون مؤخراً، تنفيذ برامج الاندماج الاجتماعي لـ"البيغميين" المقيمين على أراضيها، بغية نقلهم إلى الحياة الحضرية. وفي إطار البرنامج يتلقى الـ"بيغميون" دورات مختلفة عن الزراعة وتربية الحيوانات ومجالات أخرى.