نجحت الصين لأول مرة في إرسال رسائل "مضادة للاختراق" من قمر صناعي إلى الأرض.

وبعث القمر الصيني "ميشيس" رسائل إلى محطتي استقبال تقعان أعلى قمتي جبلين، الأولى على ارتفاع 645 كيلومترا والثانية على ارتفاع 1200 كيلومتر.

وجرى حماية الرسائل من الاختراق من خلال استخدام الفيزياء الكمية التي تتيح إمكانية اكتشاف أي محاولة للتنصت على الرسائل.

ويتيح استخدام الأقمار الصناعية تجنب بعض القيود التي تفرضها الأنظمة الأرضية على الاتصالات الكمية.

وتحمي التكنولوجيا البصرية المعقدة للقمر الصيني الرسائل بالفوتونات المتشابكة، وهي جزئيات أصغر من حجم الذرة جرى تعديلها بحيث تعتمد بعض خصائصها الرئيسية على بعضها البعض.

ومن خلال تشفير البيانات باستخدام الفوتونات المتشابكة يصبح من الممكن إرسال رسائل غير مخترقة عند وصولها للمستقبل.

وتتاح أنظمة التشفير الأرضية التي تستخدم الفوتونات المتشابكة منذ سنوات، لكن أقصى مسافة لإرسال الرسائل عبرها بشكل آمن يبلغ نحو 200 كيلومتر، وذلك يرجع إلى أن كابلات الألياف البصرية التي تُنقل الرسائل عبرها تضعف الإشارات تدريجيا.

وعلى النقيض، يمكن لإشارت الليزر، المرسلة عبر الغلاف الجوي أو الأقمار الصناعية في الفضاء، السفر إلى أبعد من ذلك بكثير قبل أن تتعرض للضعف.

وقال جيانوي بان، كبير الباحثين في المشروع الصيني، لرويترز، إن "معدلات نقل البيانات الممكنة في الأقمار الصناعية تزيد قدرتها بنحو 20 درجة كابلات الألياف البصرية."

وأضاف: "وذلك، على سبيل المثال، يلبي الحاجة إلى إجراء مكالمة تليفونية آمنة تماما أو إرسال كمية كبيرة من البيانات المصرفية."

وكتب الباحثون روبرت بيدنغتون وخوان ميغيل وأرازولا وألكسندر، في مقال بمجلة "نيشتر" العلمية: "اختبار القمر الصناعي ميشيس كان واحدا من بين تجارب عديدة ساهمت في نجاح مفهوم الإنترنت الكمي."

غير أنهم قالوا إن ثمة "تحديات" كثيرة في حاجة إلى مواجهتها قبل إمكانية استخدام هذه التكنولوجيا على نطاق واسع.

وأطلق ميشيس في أغسطس 2015 وأجريت أول اختبارات لأنظمة الاتصالات القائمة على الليزر في يونيو من هذا العام.

كما تعكف الصين على إنشاء شبكة أرضية كبيرة تستخدم الاتصالات الكمية لحماية الرسائل والاتصالات من الاختراق.