بيدين يابستين بسبب التهاب في المفاصل، تصوب مارييتا كراودر مسدسها نحو هدف من ورق وتضغط على الزناد لتنهال الرصاصات سريعا...

هذه المرأة البالغة 71 عاما لا تشبه الزبائن التقليديين لنوادي الرماية. فمارييتا واحدة من سبع نساء يتعلمن استخدام الأسلحة النارية بطريقة آمنة في منصة للرماية في ضاحي شيكاغو. هذه المدينة وهي ثالث كبرى مدن الولايات المتحدة ينخرها العنف الناجم عن الهجمات بالأسلحة النارية والتزايد الكبير في جرائم القتل.

وتقول كراودر المقيمة مع زوجها المصرفي المتقاعد في مجمع سكني خاضع لحراسة أمنية "زوجي أثر علي وكنا نفكر في الموضوع منذ زمن طويل. ربما نحتاج لسلاح ناري في أيامنا هذه، في المنزل أقله".

جافوندلين دوناغان وهي امرأة متقاعدة أيضا راودتها أيضا هذه الجلسات التدريبية للنساء على الأسلحة النارية وأسست لهذه الغاية نادي الرماية "ليديز اوف ستيل" (نساء فولاذيات). وبعد الخضوع لتدريب، تلتقي النساء مرتين شهريا لإكمال التمارين. وقد عملت دوناغان كوكيلة لعمليات إطلاق السراح المشروط على مدى 25 عاما قبل تقاعدها في يناير. وبدأت بحمل السلاح بعد طلاقها من زوجها السابق وهو شرطي.

وتوضح "كنت أعيش وحيدة مع ابنتي في المنزل وكنت معتادة على حيازة سلاح ناري في المنزل مع زوجي السابق. كنت أريد التأكد من أننا في أمان". وقد لاحظت أن قلة من النساء يرتدن نوادي الرماية التي كانت تتردد عليها، مع غياب لافت للنساء من السود مثلها. ومن الأمور التي يقدمها النادي أيضا تدريبات أخرى بينها حصص مسماة "الدفاع الذاتي لأمي وأنا" تقصدها النساء مع بناتهن اللواتي تراوح أعمارهن بين 8 سنوات و18 عاما لتعلم أساليب القتال المباشر. وتوضح دوناغان "راودتني الفكرة لأن ابنتي كانت تتحضر للالتحاق بالجامعة قبل اربع سنوات ولم تكن تجد حصصا لتعليم الدفاع عن النفس في جنوب شيكاغو".

وتتحدر أكثرية زبونات النادي من مجتمع السود في هذا الحي المحروم أو من الجوار حيث تتركز أعمال العنف المسلح. ولا تسجل في المدينة أعلى معدل للجريمة في البلاد لكن نظرا إلى عدد سكانها، وتشهد شيكاغو معدلات مرتفعة من جرائم القتل وإطلاق النار. وبحسب حصيلة في منتصف يوليو من شرطة المدينة، تم تسجيل 1557 عملية إطلاق النار كانت نتيجتها 369 قتيلا منذ مطلع العام الجاري.

وحطمت المدينة رقما قياسيا العام الماضي مع 3550 عملية إطلاق نار (بزيادة تقرب من 50 % عن العام السابق) إضافة إلى سقوط ما لا يقل عن 750 قتيلا و4331 جريحا بالأسلحة النارية، وهو معدل غير مسبوق في عقدين تقريبا.