اجتاز قطار البريد أنفاق العاصمة البريطانية على مدى عقود حتى تحت القصف خلال الحرب العالمية الثانية، وها هو ينفض عنه الغبار بعد توقفه نهائيا في 2003 لتعريف الجمهور بخفايا هذه الحقبة اللافتة من التاريخ البريطاني.
هذا القطار الذي يسير بسرعة 6,4 كيلومترات في الساعة وهو بعرض 70 سنتيمترا فقط، ينقل الزوار في أنفاق صدئة لمراقبة مقبرة لسكك الحديد أو منصات الفرز القديمة المهجورة حاليا.
ويوضح مدير المتحف البريدي ادريان ستيل لوكالة فرانس برس أن "سكة الحديد هذه كانت على الدوام مخصصة للخدمات البريدية"، ويقول "للمرة الأولى سيتمكن العامة من اجتياز قاعات العرض هذه ومعاينة بعض الآلات والإطلاع على تاريخ سكك الحديد البريدية"، واعتبارا من الرابع من سبتمبر، سيتيح مسار ممتد على كيلومتر بإعادة صفحة من تاريخ العاصمة على متن ما كان أول قطار كهربائي من دون سائق في العالم.
وطوال القرن العشرين، تم نقل ملايين الرسائل يوميا على هذه السكة من دون علم سكان لندن في الكيلومترات العشرة من الأنفاق المحفورة تحت أقدامهم. وكان القطار البريدي يربط محطات القطارات الرئيسية في لندن ومنشآت فرز الرسائل تحت الأرض. - بطولات تقنية - وبدأ بناء الخط سنة 1914 وتم تجنيد أفضل المهندسين في تلك الحقبة لهذه الغاية أنجزوا ما يصفه أدريان ستيل بأنه "بطولة تقنية".
وتم تعليق ورشة العمل لإنشاء القطار بعد عام من إطلاقها بسبب نقص المواد واليد العاملة جراء تبعات الحرب العالمية الأولى. وخلال النزاع، كانت الأنفاق تستخدم لحماية بعض الأعمال الفنية والأثرية من الغارات الجوية، خصوصا حجر رشيد الذي يتضمن نقوشا من زمن مصر القديمة وسمح بفك الرموز الهيروغليفية، وهو محفوظ في متحف "بريتش ميوزيم". وبدأ في العام 1927 تسيير القطار الصغير. وهو سمح بتقليص مدة توصيل البريد إلى مراكز الفرز حتى ثلاثين دقيقة بعدما كانت المهمة تستغرق ساعات في السابق. وعلى مدى 76 عاما، ظل القطار يسير لاثنتين وعشرين ساعة يوميا وينقل ما معدله أربعة ملايين رسالة في اليوم. وحتى حملة القصف المركز من جانب سلاح الجو الألماني خلال الحرب العالمية الثانية المعروفة بـ"بليتز" لم توقف تقدمه. غير أن إغلاق مراكز الفرز التي تم نقلها إلى خارج العاصمة تسبب في نهاية المطاف بوقف القطار الذي سُحب من الخدمة سنة 2003.
ويشكل استكشاف هذا القطار أحد الأنشطة الرئيسية في المتحف البريدي الجديد الذي فتح أبوابه في 28 يوليو. وهو يعيد رسم الدور الرئيسي الذي أدته هيئة البريد البريطانية خلال 500 سنة من الوجود. وبين نصوص الحرب والقرصنة التي حفل بها تاريخه، سيتمكن الزوار أيضا من تلمس بطولة العناصر الذين أبحروا عبر سفينة "تايتانيك" ومحاولاتهم اليائسة لإنقاذ ثلاثة آلاف كيس من الطرود البريدية من الغرق. ويقدم المتحف أيضا تجارب أكثر حداثة لتسليم البريد عن طريق صواريخ في بعض الجزر الاسكتلندية البعيدة وهي محاولات لم تصل يوما إلى خواتيمها.
{{ article.visit_count }}
هذا القطار الذي يسير بسرعة 6,4 كيلومترات في الساعة وهو بعرض 70 سنتيمترا فقط، ينقل الزوار في أنفاق صدئة لمراقبة مقبرة لسكك الحديد أو منصات الفرز القديمة المهجورة حاليا.
ويوضح مدير المتحف البريدي ادريان ستيل لوكالة فرانس برس أن "سكة الحديد هذه كانت على الدوام مخصصة للخدمات البريدية"، ويقول "للمرة الأولى سيتمكن العامة من اجتياز قاعات العرض هذه ومعاينة بعض الآلات والإطلاع على تاريخ سكك الحديد البريدية"، واعتبارا من الرابع من سبتمبر، سيتيح مسار ممتد على كيلومتر بإعادة صفحة من تاريخ العاصمة على متن ما كان أول قطار كهربائي من دون سائق في العالم.
وطوال القرن العشرين، تم نقل ملايين الرسائل يوميا على هذه السكة من دون علم سكان لندن في الكيلومترات العشرة من الأنفاق المحفورة تحت أقدامهم. وكان القطار البريدي يربط محطات القطارات الرئيسية في لندن ومنشآت فرز الرسائل تحت الأرض. - بطولات تقنية - وبدأ بناء الخط سنة 1914 وتم تجنيد أفضل المهندسين في تلك الحقبة لهذه الغاية أنجزوا ما يصفه أدريان ستيل بأنه "بطولة تقنية".
وتم تعليق ورشة العمل لإنشاء القطار بعد عام من إطلاقها بسبب نقص المواد واليد العاملة جراء تبعات الحرب العالمية الأولى. وخلال النزاع، كانت الأنفاق تستخدم لحماية بعض الأعمال الفنية والأثرية من الغارات الجوية، خصوصا حجر رشيد الذي يتضمن نقوشا من زمن مصر القديمة وسمح بفك الرموز الهيروغليفية، وهو محفوظ في متحف "بريتش ميوزيم". وبدأ في العام 1927 تسيير القطار الصغير. وهو سمح بتقليص مدة توصيل البريد إلى مراكز الفرز حتى ثلاثين دقيقة بعدما كانت المهمة تستغرق ساعات في السابق. وعلى مدى 76 عاما، ظل القطار يسير لاثنتين وعشرين ساعة يوميا وينقل ما معدله أربعة ملايين رسالة في اليوم. وحتى حملة القصف المركز من جانب سلاح الجو الألماني خلال الحرب العالمية الثانية المعروفة بـ"بليتز" لم توقف تقدمه. غير أن إغلاق مراكز الفرز التي تم نقلها إلى خارج العاصمة تسبب في نهاية المطاف بوقف القطار الذي سُحب من الخدمة سنة 2003.
ويشكل استكشاف هذا القطار أحد الأنشطة الرئيسية في المتحف البريدي الجديد الذي فتح أبوابه في 28 يوليو. وهو يعيد رسم الدور الرئيسي الذي أدته هيئة البريد البريطانية خلال 500 سنة من الوجود. وبين نصوص الحرب والقرصنة التي حفل بها تاريخه، سيتمكن الزوار أيضا من تلمس بطولة العناصر الذين أبحروا عبر سفينة "تايتانيك" ومحاولاتهم اليائسة لإنقاذ ثلاثة آلاف كيس من الطرود البريدية من الغرق. ويقدم المتحف أيضا تجارب أكثر حداثة لتسليم البريد عن طريق صواريخ في بعض الجزر الاسكتلندية البعيدة وهي محاولات لم تصل يوما إلى خواتيمها.