هوس الشهرة مرض أصاب أطفالنا قبل كبارنا، ساعده على الانتشار غياب الوعي بجميع مراحله وهو ما يسمى بالوعي المعكوس، ومرض حب الشهرة يعد من أصعب الأمراض علاجاً لأنه يعتمد بالدرجة الأولى على ذات الشخص.

ويعتبر حب الشهرة بحسب علماء النفس داءً يفتك بأصحابه كونه ينطلق من مبدأ حب الذات وتقديم كل ما قد يعتبره جيداً بالنسبة له دون التفكير بغيره، ما قد يؤدي إلى خسارة الكثير من الحياة من الناحيتين الاجتماعية والاقتصادية، ولا شك أن كثرة مواقع التواصل الاجتماعي وسهولة إيصال أي فكرة يريدها الفرد بأسرع وقت ممكن، زادت من هوس الشهرة ومن إمكانية الوقوع فيه في أي ظرف.

وقد ذكر إمام وخطيب المسجد الحرام د. سعود الشريم، في إحدى خطبه عن "مرض الشهرة"، إن الإنسان ميال إلى حب المحمدة ونيل الشهرة وانتشار الصيت والسمعة، ونفسه تواقة إلى أن يشار إليه بالبنان أو أن يكون حديث مجالس، فهو لا يحب أن يكون على هامش الاهتمام أو في مؤخرة الركب، وفي هذا الحد يعد أمراً جبلياً لا يعاب مطلقاً ولا يحمد مطلقاً، مضيفاً أن من أشد العوائق عن كمال الانصياع للحق ولزوم الجماعة والبعد عن ما حرم الله حب الشهرة والصيت، وأنه مرض عضال يورث الأنانية وحب الذات والإعجاب القاضي على معرفة عيوب الناس.