ونظرا لأن ذلك الصابون مليء بمادة كيميائية سامة محددة، فقد وجد العلماء أن التعرض لتلك المادة في الرحم يمكن أن يؤدي بالصغار للسمنة المفرطة فيما بعد، بحسب صحيفة "ديلي ميل" البريطانية.
وتسمى تلك المادة الكيميائية، تريكلوكاربان triclocarban (TCC)، وتشير التجارب إلى أنها قد تمر من خلال كل من المشيمة أو من خلال الرضاعة الطبيعية أيضا.
وقال باحثون من مختبر لورانس ليفرمور الوطني في كاليفورنيا - حسب تقرير نشرته العربية نت - أن التعرض اليومي لتلك المادة قد يؤدي أيضا إلى أضرار "لا تعالج" في الأعضاء الحيوية للجسم، إذ تستخدم مادة TCC أيضا في المجال الطبي، فهي تؤدي إلى تباطؤ حرق الدهون.
وتقول المؤلفة الرئيسية للدراسة دكتور هيذر إنرايت: "أثبتنا أن TCC تنتقل بفاعلية من الأم إلى الأبناء، سواء عبر المشيمة، أو عن طريق الرضاعة.. إن التعرض لمادة TCC خلال النمو قد يشكل خطرا صحيا خطيرا على الأجنة"، وتضيف: "إن التعرض لهذه المادة في وقت مبكر للحياة قد يتسبب في نتائج مرضية لا شفاء لها، بسبب المناعة الهشة للأطفال في السن المبكر".
وتقدم الدراسة، التي نشرت في " PLOS ONE"، الدليل الأول على أن TCC يمكن أن تنتقل بسهولة من الأم إلى الأبناء، ومن المثير للقلق، أن هذه المادة الكيميائية تمثل إحدى أكثر الملوثات التي يكشف عنها عادة في مياه الصرف الصحي.
كما اكتشف الباحثون تركيزات عالية من TCC في المخ، وقد ثبت في السابق أن تلك المادة قد تؤثر على نمو المخ.
وقد أظهرت عمليات المسح بالتصوير الضوئي أن تلك المادة الكيميائية قد تجمعت أيضا في القلب، وتوصل العلماء إلى هذه النتائج بعد تعقب مادة TCC في جثث الفئران التي كانت قد حقنت بتلك المادة.
وفي الخريف الماضي، حظرت الولايات المتحدة 19 مادة كيميائية مختلفة مضادة للبكتيريا، بما في ذلك التريكلوسان triclosan والتريكلوكربان triclocarban ، بدعوى أنها لم تكن فعالة في قتل الجراثيم.
وتقول الشركة البريطانية " Unilever" إنها ستلغي تدريجيا هاتين المادتين الكيميائيتين بحلول نهاية هذا العام، لتحل محلها "مواد طبيعية أو مستوحاة من الطبيعة ".
وتأتي هذه الدراسة الجديدة بعد صدور تقرير جامعة سان فرانسيسكو في يونيو الذي رجح أن الصابون المضاد للبكتيريا لا فائدة منه في قتل الجراثيم.
وقد قام أكثر من 200 عالم بجمع الأدلة للتحذير من المواد الكيميائية الموجودة في مثل هذه المنتجات التي تحتوي على أضرار أكثر بكثير من منافعها.