توفر التطورات التي يشهدها عالم التكنولوجيا الكثير من الأدوات التي تساعد على قراءة ملامح الوجوه وما تنطوي عليه من معلومات وما تخفيه من مشاعر إيجابية وسلبية، وهو ما يمكن الاستفادة منه في كثير من مناحي الحياة اليومية بمجالات الأمن والاقتصاد وغيرها.
ففي الولايات المتحدة مثلاً أصبحت التكنولوجيا وتحديداً ما توفره من أدوات للتعرف على ملامح الأشخاص آلية مستعملة في الأوساط الدينية لقياس مدى مواظبة الناس على حضور الطقوس القداسية في الكنائس.
وفي بريطانيا يعتمد الباعة بالتقسيط على تلك التكنولوجيا في مراقبة من يرتكبون أعمال السرقة بالمصاعد، وفي ويلز يتم اللجوء لها من أجل توقيف المشتبه بهم خارج ملاعب كرة القدم.
وفي الصين تساعد تلك التكنولوجيا على مراقبة دخول السياح بعض المرافق الترفيهية ومساعدتهم على دفع المقابل المادي لبعض الأشياء وهم يبتسمون.
ويتوقع أن تدمج شركة آبل تلك التكنولوجيا في النسخة المقبلة من آيفون وتحديداً في آلية فتح الشاشة الرئيسية.
ومن شأن تلك التكنولوجيا أن تطرح بعض الإشكاليات المتعلقة بمفاهيم الخصوصية والنزاهة والثقة في ظل التداول الواسع لصور الناس على مواقع التواصل الاجتماعي وتجميعها من طرف كبريات شركات التكنولوجيا واستعمالها أحياناً لأغراض تجارية.
كما أن الحكومة الصينية تحتفظ بسجل لصور مواطنيها، وفي الولايات المتحدة فإن صور نصف سكان البلاد مخزنة في بيانات يمكن أن يستعملها مكتب التحقيقات الفدرالي، كما أن الوكالات المعنية بتنفيذ القانون باتت تتوفر على سلاح قوي في ملاحقة المجرمين وإن كان ذلك قد يمس بخصوصية المواطنين.
لكن المشكلة التي تواجه البرمجيات الرامية لمعرفة ملامح الناس هو أن دقتها نسبية وقد تصل في بعض الحالات إلى نحو 70%، وأثبت باحثون في جامعة ستانفورد الأميركية أن التكنولوجيا تفوق الإدراك البشري في بعض الحالات مثل معرفة ما إذا الرجل شاذاً أم لا انطلاقاً من صورة وجهه.
ومن المشاكل الأخرى التي تطرحها تلك التكنولوجيا أن بعض برمجياتها قد تنطوي على بعض أوجه التمييز لأنها تكون أحياناً مصممة على ذوي البشرة البيضاء، وبالتالي فإنه تكون غير دقيقة في حال تطبيقها على ذي بشرة غير بيضاء.