وأكدت الدراسة أن ذلك التقسيم المتدرج أو حساب متوسطات الأداء، يعيق التلميذ عن تحقيق كامل القوة الكامنة فيه أو الطاقة القصوى من إمكانياته، بحيث يعطي نتائج سلبية بدلاً من كونه دافعا للتطور.
وقامت مؤسسة "غل أسيسمنت" البريطانية المتخصصة في مراجعة العملية التعليمية، بدراسة 4500 حالة لتلاميذ المدارس، أعمارهم بين 11 و12 سنة، الذين خضعوا لاختبارات في قدراتهم باللغة الإنجليزية والرياضيات والمفاهيم المجردة.
ووجدت الدراسة حسب تقرير نشرته العربية نت أن نسبة 50% من الأطفال الذين حصلوا على الدرجات المتوسطة، هم في الواقع لديهم القدرة على تحصيل ما هو أفضل من ذلك، إلى تحصيل درجة "بي"، وذلك بنسبة تصل 7 إلى 10 من المجموع، وذلك بتحسين بعض المهارات القليلة.
وأحيانا في قياس متوسط الأداء يرتبط بأمور معينة، ويغفل أخرى قد يكون التلميذ متفوقاً فيها.
وقال شين راي، رئيس النشر في تقييم مؤسسة غل: "يشير المتوسط إلى أن المشكلة عند الأطفال ليست خطيرة بما يكفي للقلق، وأن جهداً بسيطاً سوف يصنع التألق، وبالتالي فهذا المعيار غير ذكي وليس عادلاً".
وأضاف موضحاً: "بالنسبة للطلبة الذين لديهم مشاكل مفترضة مع الأرقام أو الحروف، فإن إعطاء درجات المتوسط، يعني أن المعلمين لا يتعاملون مع الإشكاليات الأساسية، لأنهم يفترضون أن هؤلاء التلاميذ سيكون لهم التأقلم عبر هذه الطريقة من التقسيم في الدرجات، والواقع أن ما سيحدث هو التشويش لهؤلاء الصغار".
ويشرح أن "هذه الدرجة التي تعطى للتلميذ تصبح كما لو أنها سقف للطموح، يحدّ من قدرات الطفل على التحصيل الأفضل، وهذا يعني أن الأطفال سوف يكبحون بشكل غير مباشر إمكانياتهم، لأنه تم وصفهم مسبقاً بشكل غير صحيح".
ونصح راي بأن استخدام الدرجات أو المتوسط في الأداء، يجب أن يؤخذ بحذر إذا استخدم، ويقول: "في كل الأحوال فهو تصنيف سيئ.. وعديم الفائدة".
فيما قالت عالمة النفس التربوي بويبيي إونيديس: "إن الأطفال الذين يبدؤون بالمتوسط في واقع الأمر لديهم القدرة على تحصيل الأفضل"، وتضيف: "لكن المدارس في واقعها لديها القدرة الكبيرة على التأثير على ذهنية الأطفال وتنميطها".